منيرة إبراهيم العريدي
مجتمع حيوي، اقتصاد مثمر، وطن طموح..
لقد تُرجمت هذه الرؤية الطموحة في محتوى المؤتمر الدولي لتقويم التعليم الذي ركز على مهارات المستقبل من خلال توجه متعدد الجهات -التعليم - الخدمة المدنية - الاتصالات وتقنية المعلومات - القطاع الخاص - وكيف يمكن أن تتكاتف الجهود في مؤسسات المجتمع لتأصيل مهارات المستقبل من خلال تحليل دقيق للواقع ودراسة متعمقة لاحتياجاته وما يتطلبه النهوض الاقتصادي المعاصر من أكثر من مهارات التخصص العلمي والمهارات الميكانيكية والمهنية البحتة، حيث صار السوق في نمطه العالمي بتداخله وفرصه الواسعة يتطلب ما هو أكثر من ذلك، فحتى ننافس في رأسمالنا البشري الذي يعوّل عليه كثيراً في «رؤية 2030»؛ لا بد أن يكون هناك خطط استراتيجية دقيقة وفق استراتيجيات تنفيذية أدق لتغذية أبنائنا المتعلمين في قطاع التعليم والقطاع المهني بمهارات يحتاجها السوق العالمي في الحاضر والمستقبل.
وفي خطوة متقدمة للمملكة العربية السعودية ذكر السيد سايمون بارتلي -رئيس منظمة World Skills International- خلال الجلسة الثانية في اليوم الثاني للمؤتمر أن المملكة تشارك ضمن ثمانين دولة في المسابقة العالمية لمهارات المستقبل لتنافس عالمياً، وهذا مؤشر متفائل جداً أن تتم المراهنة على ما تملكه المملكة من رصيد في هذا المجال، فعلى الرغم من حداثة الالتفاتة لهذه الحاجة الملحة في الانتقال لنمط متقدم وشامل للمهارات المستقبلية بشقيها -الناعمة والصلبة- كما عرفتها د.تهاني الدسيماني في ورشة مهارات المستقبل ماهيتها، أنواعها وكيفية تطويرها، حيث وصفت المهارات الناعمة بكونها السمات الشخصية والخلقية ومهارات التواصل والذكاء العاطفي وحل المشكلات ومهارات القيادة والعمل ضمن فريق، في حين أن المهارات الصلبة تمثل الجانب المهاري والمعرفي المتخصص في مجال علمي أو مهني معين.
لقد تواءمت من خلال الطرح رؤية كل من وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ونظيره بالنيابة الدكتور عبدالله الملفي في جانب ضرورة التكامل في رصد حاجة سوق العمل من التخصصات ومن المهارات المهنية المستقبلية المطلوبة، حيث أكد الدكتور الملفي على أن ما يزيد عن ألف وظيفة ستختفي ويظهر بدلاً منها وظائف جديدة لا بد لتظهر من جاهزية شاغليها المستقبليين.
ويظهر لي هنا تساؤل مهم؟ ما مدى انعكاس مهارات المستقبل في معايير تقييم المعلمين؟ وما مدى ترجمتها في بطاقات الزيارات الصفية التقييمية لقائدة المدرسة؟
لفت نظري في المؤتمر الحضور الجيد للجامعات لعرض تجاربها شملت ست جامعات محلية في حين غاب تماماً التعليم العام وتجاربه في هذا الميدان بالرغم من أنه المستهدف الأول، واللبنة الأولى في التكوين التربوي الاقتصادي المستقبلي!! فكيف فات على المنظمين، وعلى هيئة تقويم التعليم مثل هذا الاعتبار.
وتبقى النقطة الإيجابية، أن هذا المؤتمر جاء مؤكداً على نقلة نوعية سترى النور قريباً بإذن الله لتحقق الآمال العراض في اقتصاد مزدهر ومواطن واثق بقدراته.