خالد الربيعان
نقل المباراة الأخيرة في نهائي الليبرتادوريس من الأرجنتين إلى إسبانيا، وتحديدًا ملعب ريال مدريد سانتياجو برنابيو. حدث اتصال بين رئيس الفيفا انفانتينو ورئيس ريال مدريد ومديره فلورنتينو بيريز، واتفقا على كل شيء. بلدية مدريد تنشر أكثر من 6 آلاف فرد أمن بمحيط المباراة. فورًا بدأت أعمال إصلاحات وترميمات سريعة في فنادق مدريد التي تحتاج لذلك. بيريز يريد أعلى نسبة حضور جماهيري، وأعلى نسبة مشاهدة؛ فبالتأكيد لناديه ريال مدريد نسبة منها.
بيريز دعا نجومًا كثيرين للحضور.. فقط أقول هذا لننظر الفرق عندما كان كلاسيكو ريفر/ بوكا يُلعب لسنوات، وحاله تسويقيًّا وإعلاميًّا ودعائيًّا عندما تم نقله لأول مرة في ظل إدارة رجال مثل بيريز، أي «محترفي الإدارة».. وجدنا في ملعب الريال: ليونيل ميسي! وبوسكيتش من برشلونة وكذلك بيكيه، يحضرون لاستاد خصمهم الريال برقُي وتحضُّر، ويلتقطون الصور.. ودعا نجوم يوفنتوس، وشاهدنا منهم كيليني وديبالا وآخرين.. كان الأثر المادي على مدينة مدريد كبيرًا، وقدره مبدئيًّا الخبراء بقيمة 25 مليون يورو.
نظرة أخرى إلى تصريح إدارة إنتر ميلان الصينية، وكيف هي استراتيجية التسويق والإدارة؟.. قالوا إننا منذ تملكنا النادي الإيطالي هدفنا هو التسويق داخل سوقنا، سوق آسيا، ونضع أنفسنا بمكان الرعاة؛ لنعرف كيف يفكرون؛ فالراعي يريد من ربط علامته بقميص نادٍ كبير: المصداقية في المقام الأول، أن يثق عملاء الشركة الحاليون والمحتملون في هذه الشركة ومنتجاتها؛ لأن علامتها طالما على قميص نادٍ مثل إنتر ميلان فإن لها مصداقية، وإلا ما كان سيرتبط النادي بها!
أساليب من التفكير والتخطيط طويل المدى في حالة إنتر ميلان، وسرعة تصرف وحنكة وثقة في حالة ريال مدريد ورئيسه بيريز؛ الأمر الذي ينقلنا إلى أهمية الإدارة في الأندية الرياضية في زمن التسويق والاستثمار الرياضي.. فمن الوارد جدًّا أن تكون الإدارة سببًا في عمل «كيان ثقيل ثابت الخطوات» مثل تشيلسي، الذي تحت إدارة أبراموفيتش الروسي منذ 2004، ومَن يستقدمهم من مديرين تنفيذيين، أصبح النادي له قميص معروف، وشعار بديع، وهوية داخل الملعب، وهي القوة والضغط والاختراق والدفاع المحكم! وبجانب ذلك أرباح 162 مليون دولار في الموسم الأخير من أنشطة التسويق الرياضي والتجاري!
إذن، الإدارة هي بمنزلة الروح للجسد؛ لذلك أيضًا من الوارد جدًّا أن تتسبب الإدارة في كوارث! لأنه لا وسط في هذا الأمر: إدارة جيدة تفيد وتنجز، والعكس: ستجد الديون، صفقات لاعبين سيئة (لاعبين كبار سن بمستحقات خرافية ولا مستوى)، غياب أنشطة التسويق والرعاية، مركزًا إعلاميًّا متداعيًا لا يسعف.. بل يتسبب بمشاكل!.. لنعِدْها مرة ثانية: هناك إدارات لا تنتج.. بل تتسبب بمشاكل.. تمامًا كأي عدو للنادي دخل إليه في هيئة ناصح أمين؛ ليخدع الجميع، ويخرب، ثم يرحل!.. كحصان طروادة تمامًا!
الحزم هو الحل!
في النهاية الأمر جد خطير يا عزيزي.. أتعرف لماذا؟ لأن الإدارة السيئة تأتي وترحل! ويبقى النادي في دوامات وأعاصير من المشكلات والقضايا والأمور غير الصحية. أنت كمشجع نادٍ تستيقظ لتجد ناديك قد هبط.. نتيجة لتصريح أو قضية أو..!
ثم لا تجد من تتهمه! من تشير إليه بأنه السبب في ديون أعاقت ناديًا، أو غياب عن منصات التتويج المحلي والقاري.. والحل في الحزم.. والثواب والعقاب.. وميثاق وأرضية قانونية، تغلظ العقوبة لمَن يخطئ، وتجزي جيدًا مَن يصيب!