سامى اليوسف
يقف المتابع لساحة التنافس الرياضي في مجال كرة القدم حيران أسفاً وهو يتابع التجاوزات الخطيرة والسخيفة في آن واحد سواءً في الملعب، أو المدرج، أو في مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا «تويتر» وبعض من البرامج الرياضية التي نزع ضيوفها ومقدموها غطاء المهنية وغابت عن حواراتهم لغة اللباقة والأدب وتجاوزت الخطوط الحمراء.
وتبلغ الدهشة مداها حينما نقرأ أو نسمع لتغريدات وأحاديث تمعن في إقصاء الآخر، والإساءة إليه، والتضليل إلى حدٍ يثير الاحتقان والتعصب في المدرج وبين الجماهير، والأدهى من هذا أن يقود رئيس نادي أو مدير مركز إعلامي أو برنامج مثل هذا التضليل أو هذه الإساءات دون رادع قوي، ثم يقف المتابع حائرًا عندما يرى تبايناً لتعامل لجان قضائية أو تلكؤها في التصدي لمثل تلك الإساءات بما يغيب العدل والمساواة في سرعة إتخاذ القرار ووضوحه ونوعيته!
استوقفني قبل أيام قليلة خبرًا نقلته (رويترز) عن وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الشرطة هناك، قولها يوم السبت، أنها أغلقت 1100 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى 31 موقعاً إلكترونياً هذا العام بسبب ممارستها أنشطة غير قانونية مثل بث تعليقات مسيئة واستفزازية أو الابتزاز.
بينما نطالع يومياً تغريدات وإساءات خارجة يطلقها بعض مسؤولي الأندية ومن محسوبين على الإعلام الرياضي تحمل في طياتها الاستفزاز والاتهامات وتمر دون حسيب!
في حين يواجه انريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد اتهامات باستخدام تعبير عنصري بعد أن قال لمراسلة صحفية إنه لن يتناقش في أمور تتعلق بالمال مع امرأة بعد أن سألته عن قدرة ناديه تقديم عرض مالي مقنع لتجديد عقد المدافع دييجو قودين، وقبلها يوقف نادي تشيلسي أربعة من مشجعيه عن حضور المباريات انتظارًا لنتائج التحقيقات في وجود إهانات عنصرية لرحيم سترلينج مهاجم مانشستر سيتي، ويتزامن ذلك مع إدانة نادي زوريخ السويسري لجماهيره التي ألقت بالموز على ألدو كالولو لاعب بازل خلال مباراتهما بالدوري المحلي الأحد الفائت ليصدر النادي بياناً يدين فيه التصرف العنصري مؤكدًا «أنه لن يتسامح ولا يوجد مكان للتمييز في كرة القدم مرحباً بكل الناس بغض النظر عن خلفيتهم أو دينهم».
ما تقدَّم يجعلني أطرح تساؤلاً مهماً: هل نحن نعيش ونتعايش في بيئة رياضية تدعم القيم، أم تضرب بالقيم عرض الحائط من أجل تحقيق المصالح؟.
ينبغي أن تترجم أقوالنا وأفعالنا صفاتنا الأخلاقية المعروفة بالمعايير والقيم التي جُبلنا عليها، وعُرفنا بها كمجتمع أصيل.