تحتفل المملكة هذه الأيَّام المباركة، بمناسبة عزيزة على قلوب أبناء هذا الوطن المعطاء؛ ذكرى بيعة خادم الحرمين الشّريفين الملك سَلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه-، إنها بحق مناسبة غالية، نجدد الولاء والانتماء والحب لهذا الوطن الكبير، حيث إنها تمثل محطات تأمل وتفكر في هذه الإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال أربعة أعوام مضت، وفق نظرة مستقبلية طموحة ورؤية حكيمة في مسيرة التّنمية الشّاملة، إنها تجسد حالة التلاحم والتكاتف والترابط بين الحاكم والمحكوم، وذلك من أجل المحافظة على المكتسبات الوطنية كافَّة، ومواصلة مسيرة البناء والتقدم والتّطور والازدهار في شتَّى المجالات، وذلك من خلال القرارات التَّاريخيَّة التي أمر بها -حفظه الله- والتي تخدم مصلحة الوطن والمواطن في إرساء قواعد ومبادئ العدل والحق والمساواة بين أفراد الأمَّةُ، ومن خلال رؤيته الثاقبة على مر الأيَّام والسنين التي عاصر فيها التّنمية الشّاملة في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة، فقد حان الوقت للخطط والرؤى الطموحة التي تستنهض همم أبناء هذا الوطن الوفي، حيث تعتبر رؤية المملكة لعام 2030م من مقومات الاقتصاد الوطني الذي يهدف إلى تنوع مصادر الدخل والتخفيف من الاعتماد على النفط كمورد رئيس للدولة، حيث إنه تعامل مع الأزمات كافَّة بكل حنكة واقتدار وسياسة ناجحة؛ فهو يتمتع برؤية حكيمة وبعد نظر وهدوء في التعامل مع الأحداث كافَّة، فعهده الميمون امتداد للعهود المباركة من قبله؛ فالبلاد -ولله الحمد- تشهد نقلة تنموية رائده شكلاً ومضموناً، على الرغم مما تشهد الساحة الدولية من اضطرابات لا حصر لها، إلا أن هذا الوطن يبقى نائياً عمّا يكدر صفوه واستقراره، حيث إنه يعيش في ازدهار ونماء واستتباب أمن وأمان في ربوع بلادنا المترامية الأطراف كافَّة، وقد سخر قائدنا جلَّ وقته واهتمامه لدفع مسيرة البناء إلى مصاف الدول المتقدمة معيشةً واستقراراً وتعاملاً مع معطيات الحضارة الحديثة، اقتصادياً وسياسياً واجتماعيّاً، على الرغم من تقلبات الأسواق النفطية العالمية، فقائدنا -يحفظه الله ويرعاه-، يبذل جهوداً جبارة منذ توليه دفة الحكم وهو سبَّاق في أعمال الخير ومساعدة المحتاج والملهوف والمنكوب في داخل البلاد وخارجها، وهذا يدل دلالة واضحة على مواقفه الإنسانيَّة المشهودة، إلى جانب إغاثة شعوب تعرضت لمحن ومصائب وحروب وتشريد، ومن المسلم به أن هذه الإنجازات العملاقة في مسار قطار نهضة هذا الوطن وتقدمه، فإن قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين قد سخّر جهده ووقته لحمل همّ ورفعة المواطن الوفي في مختلف جوانب الحياة، متخذاً من سيرة المؤسس -طيب الله ثراه- نبراساً لهذا المنهج الذي دأبت عليه هذه القيادة الحكيمة، وأن المتأمل لهذه الحقبة المنصرمة وما تم فيها من تقدم مقرون بسعي حثيث وعزيمة صادقة لدفع عجلة تنمية هذا الوطن وتنمية العنصر البشري في المجالات كافَّة، فالقادم لهذا المجتمع النبيل سيكون -بإذن الله- أفضل في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السّمو الملكي الأمير مُحمَّد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله من كل سوء ومكروه-. إنه سميع مجيب.
** **
- عبدالعزيز صَالح الصَّالح