شريفة الشملان
بالوقت الذي انتهى به مجلس التعاون دورته التاسعة والثلاثين، سيعقد مؤتمر لحوار الأديان في الإمارات.
لازال معلم كبير في فينا أسسته دولتنا هناك لحوار الأديان عام 2012م.. وأظن أيضا أن دولتنا هي من يصرف عليه. أو المشاركة الكبرى.. ومن خلاله تدخل أموالا على الدولة النمساوية.. ولم نر النتائج، أو لم نسمع عنها.. أشكال الأديان تحت مظلته، ما بين بوذي ويهودي ومسيحي ومسلم وهندوسي.. ربما وغيرها.
بالقرب منا سيكون مؤتمر كبير لحوار الأديان وتقاربها شيء جميل جدا بل رائع. فالأديان هي أكثر أسباب الحروب، وهي الأشد عنفا.. وبعضها أيضا الأشد معاداة للعلم وتطوره.. ولازال باق في عقولنا عن محاكم التفتيش، وقد تم حرق أغلب الكتب العلمية في الأندلس بعد استيلاء الإسبان المسيحيين عليها وقد تأسف لذلك وشهد به الكل بما فيهم أحفاد من عملوها وعملوا على نبذ كل دين غير دينهم وملتهم..
لا ننسى الحروب الصليبية وما تم بها من إحراق وتدمير، حتى ظهر صلاح الدين الأيوبي الذي حرر بيت المقدس. وحتى أن القائد البريطاني بعد احتلال دمشق وقف على قبر القائد المسلم ليقل: (ها قد عدنا يا صلاح الدين) واضعا قدمه على القبر. ذكرى هذه الحرب أعادها لنا بوش الابن وهو يتأهب لغزو العراق، قائلاً: (إنها حرب صليبية).
منذ التاريخ القديم ونحن نقرأ من يفوز بالحرب من أي دين أو ملة يعمد على تخريب المعابد وتحطيمها، لما يمثله الدين من قيمة أساسية بحياة الإنسان.. ولعل الأمر بالأمر يذكر فإن صورة الجنود الأمريكان والجنديات وما فعلوه عند احتلال العراق شيء أكبر من أن يعقل في زمننا هذا وتعف نفسي أن ذكر أغلبها لما به خدش للدين والحياء.
ليس مجالي هنا التذكير كثر ما أردت عرضه من أن الدين شيء أساسي وهو قد يكون المنجي لسماحته وحب الخير حيث الأديان عموما تدعو للحب والتسامح وتنبذ الحروب والظلم ولكن الإنسان هو من شوهها. لا أكتب لتهويل ما حدث ولا لزيادة الضغائن ولكن لأبين أن الدين هو روح الشعوب وما تصفو الروح إلا بصفاء الفكر الديني.
شيء جميل جدا أن نتحاور وأجمل منه أن نقنع العالم بأننا أناس نحب السلام ونحترم جميع الأديان. وشيء رائع جدا أن تضم مدننا معابد للجميع، فالدين لله وحده.. والأرض وضعها للجميع..نعم.. ولكننا أولى أن نتحاور وأولى أن تكف الحروب عن ديارنا أن نمد أيادينا لبعض وهذه الأموال التي تصرف أولى بها ديارنا وأهلنا أولى بكسب القلوب بالحب والخير والعطاء لا بالحروب..
أعرف أني أخوض بما لا يجب أن يخاض وأعرف أن أقلاما كثيرة تغني وتدق وتصول وتجول مباركة وفرحة وبعضها تحب الرقص على الجروح.. ولكني أقول أولى بنا التحدث مع بعضنا قبل الغريب، فأخي لي أبد الدهر أما الغريب فهو يحبنا عندما يكون لديه مصلحة منا. وينبذنا عندما تنعدم، ويبتعد وربما يعادينا عندما تجف منابع المال..
حدث شق كبير منذ احتلال العراق وعمل بريمر على صرف الجيش والشرطة فعمت الفوضى وكثر الحرامية.. وحدث الشق الكبير بين الشيعة والسنة ومن ثم انتقلت العدوى من مكان لآخر كالوباء. لا أدري كيف ولدت داعش ثم كبرت وولد غيرها بأسماء غريبة وأصبحت النقود بدل أن تكون للإعمار والتعليم تذهب هباء وللدمار.
والمقصود أن نحاور أنفسنا قبلا، ونمنع الدمار عن ديارنا.. مركز الحوار لم يقرب المسافات بين سنتنا وشيعتنا، ولم يحم اليزيدية وإنما استولت وسائل الإعلام على مريم اليزيدية لتجعل منها النموذج للظلم. طيب لماذا لم يمنع الظلم عنهم. والمسلم الموصلي الذي أنقذها أينه؟
الأولى أن تقرب المسافات بيننا وهي لم تكن بعيد حتى غزو العراق.. السنة والشيعة يجب محو الحزازات بينهم.
حوار الأديان يجب أن يعمل على منع المصادمات الدينية في كل مكان وديارنا أولا.
وتوفيقنا بيد الله..