مها محمد الشريف
في هذا المقام ننظر للأهداف المشتركة والمصالح المتفق عليها بين قادة دول الخليج، فالفضاء العام يعكس أشكال العلاقات وتفاعلها مع محيطها الاجتماعي ومن ثم السياسي والاقتصادي، ولم يعد ذلك الهدف هو الضالة المنشودة لأولئك الذين يسعون لإكمال ما تقدم فحسب، فقد تختلف الخطط وتتبدل الأهداف والأولويات وتتغير السبل بفعل عوامل خارجية أو من داخل البيت الخليجي بالتحديد، فالتعاقد بمثابة ميثاق مهم لمعرفة كيفية تطبيقه ويشكل قاعدة للحكم على الأقوال والأفعال.
ومن خلال كلمة خادم الحرمين الملك سلمان التي أكد فيها على دور المملكة في العالم الإسلامي والعربي وتاريخها الحافل بالمواقف الإنسانية والمعونات، وهنا أيضاً القضية الفلسطينية ذات الأولوية تثبت أهميتها منذ90 عاماً. بالتالي فإن ثقافتنا تزخر بالكثير من المبادئ والمثل العليا والقصص والصور الثرية بالمساعدات والمساهمات للدول العربية والإسلامية، كما طالب - حفظه الله- القادة بتسخير الثروات لخدمة الشعوب وصيانة كيان مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه.
من الملائم في هذه المرحلة، رفع مستويات التلاحم للمجتمع الخليجي فهو مجتمع غني وقوي ويتمدد بسرعة، ويجسد سر نجاح وعي المجتمع العام لنفسه ومستقبله وبنيته لتحقيق الأهداف التي رسمتها حكومات وقيادات دول الخليج، فقد جعلوا نصيباً وافراً للتعليم وحرية الحركة للمرأة وظلت هذه العوامل في برامجهم السياسية وأعمالهم. تولت فيها النساء مناصب رفيعة، وأسسوا بموجبه الطابع المثالي باعتبار ذلك جزءًا من إستراتيجيتها لتحقيق النمو الاقتصادي والتحضّر والإصلاح.
وضمن هذا الإطار شكّل التعليم عاملاً مهماً في صياغة الوعي، وأدركت قيادات الدول إدراكاً تاماً أهمية التمسك بمسيرة المجلس وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة المخاطر والتحديات، ودول الخليج ثرية بشعوبها وحضارتها واقتصادها، فكثير من الوجهاء والمسؤولين الخليجيين يحظون بمكانة مميزة وبثقة واحترام العالم، وفي فترة زمنية قصيرة حققت نتائج ومكاسب كبيرة، من أهمها المواطنة الاقتصادية الخليجية، والسوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي، والاتحاد النقدي، ومشروع الربط الكهربائي.
وتعد هذه الإنجازات الضخمة مؤثِّرة لأنها أبرزت الأهداف، حتى تركت فضاءً شاسعاً وفر الكثير من التطور والتقدّم والمعلومات في أمد أسرع من المعقول. في حين تلا الدكتور عبداللطيف الزياني عدداً من الإنجازات الكبيرة مثل المشروع التنموي الإستراتيجي الطموح في إنشاء السكك الحديدية التي ستربط دول المجلس من مسقط إلى الكويت بشبكة تمتد لمسافة 2200 كيلومتر، وتحدث كذلك عن التكامل الدفاعي ومشروع العملة الموحَّدة بين دول المجلس، وعلاقات المجلس بالعراق، وتطورات الأوضاع في سوريا واليمن وفلسطين ومواجهة عدائية إيران.
إذا كان على العالم أن يتغير أو يدخل مرحلة جديدة فالدول الخليجية متجددة وتطورت بسرعة فائقة، فأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، قدموا العمل المنطلق من الأساس الذي اعتمدته دول المجلس ومنظومة الدفاع المشترك، وصولاً إلى التكامل المنشود في مختلف المجالات، وهم حريصون على أن تكون المنطقة آمنة مستقرة ومزدهرة بشكل مستدام لصالح شعوبها، وحماية لمكتسباتها ومنجزاتها، كما جاء في بيان الرياض الرسمي.