عهود الضباطي
منذٌ أن خلق الله البشرية وهاجس التمييز يُقلقها ابتداءً من سيدنا آدم عليه السلام إلى ما وصلنا إليه اليوم من أجيال فلا أمر يُقلق الإنسان سواء بِناء مكانته في المجتمع وضمان عيشه والإحساس باستقلاليته وتمكين نفسهُ من التمتع بمرافق مجتمعه وأخذ حقه الكافي من ذلك وعندما نتكلم عن حق شخص يجب علينا أن نوليه حقه بإيمان تام بدوره وأهميته في الإنجاز دون تجاهلٍ أو تعاطف فما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام منقطع النظير في مجال التربية الخاصة وفئاتها من تبني للمؤتمرات، إقامة للورش والبرامج، تصديق لأوراق العمل وبناء للمراكز الخاصة وصرف المبالغ المجزية للأفراد يجب أن يُعزز من قبل المسؤولين وأفراد المجتمع أيضاً يجب أن نتجانس فكرياً من أجل تحقيق الرؤية الثلاثينية سوياً فلم يحرم الله الشخص المُقعد من القدرة على الإنجاز وذي الصمم عن التخطيط والكفيف عن إصدار القرار فلم يُعجز فقدان البصر عميد الأدب العربي (طه حسين) مِن استلام زمام أمور وزارة التعليم كاملة عام 1950 في دولته ولم تمنع الإعاقة الحسية المختلطة (سمعية وبصرية) المُعجزة الإنسانية كما أُطلق عليها الأديبة والناشطة الأمريكية هيلين كيلير من تأليف ثمانية عشر كتاباً أشهرها (قصة حياتي) ولم تُعجز إعاقة الجسد (ستيفن هوكينج) صاحب مقولة (أنظروا للنجوم وليس أقدامكم) عن الإقدام والتصدر في علوم الفيزياء النظرية والحصول على الدكتوراه في علوم الكون من جامعة كامبرج.. عقول وأرواح سّمت بفكرها لصناعة أمجاد للبشرية وبناء لأجيالها في مختلف المجالات ولم تحلها الإعاقة دون ذلك ويطول الحديث حول النماذج المشرقة في مقام يحتّم علينا الاختصار لذا يجب علينا الإيمان بكل عنصر فعال في المجتمع بغض النظر عن ما هو عليه من حال إضافة لتحفيز المبدعين في كل مجال، فالإعاقة إعاقة الفكر والروح والطموح، فالفرد يسمو بفكره إلى أعلى المناصب والرتب حين ينشأ في مجتمع مُتماسك نابذ للتمييز والشفقة متماسكين أبناؤه لبناء لَبِناته يداً بيد.