ترتسم اليوم على محيا الوطن وأبنائه ابتسامة ذات تعابير خاصة ونكهة وطنية فريدة بفرادة المناسبة وحجم المشاعر التي تختلج في النفوس المزدانة باخضرارها، إنها مناسبة الذكرى الرابعة للبيعة المباركة لقائد مسيرتنا وحصننا الحصين، حكيم العرب، حبيب الشعب، سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
وفي كل عام تحل علينا هذه الذكرى الغالية، نسترجع الملامح الرائعة لعهد الملك سلمان وما انطوت عليه من منجزات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وكأننا أمام مشهد بانورامي حافل بالشواهد الحضارية والتنموية على كل المستويات.
ونحن نحتفل اليوم بهذه المناسبة السعيدة، ينبغي أن نستشعر قيمة الوطن باعتباره البيت الكبير والمظلة الواسعة والحديقة الوارفة الظلال، المنيع بقادته الكرام وبسواعد أبنائه البررة المخلصين، هذا الوطن الذي تعرض للتحديات والأزمات، ولكنه سرعان ما انتفض ووقف أمامها بشموخ المنتصر وصلابة جبال «طويق»، حيث لم يرتهن يوما لأي إرادة خارجية، ولم يبن سياساته وتوجهاته وفق أجندات عدائية خارجية، وطن حر مستقل أبي.
علينا أن ندرك بأن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود اختطت لنفسها نهجا سياسيا وتنمويا عريقا لا مواربة فيه، نهج يقوم على صدق التعامل وسلامة المنطلق، مستندا إلى العقيدة الإسلامية الصافية، والالتزام بهدي الكتاب والسنة، فكانت المملكة عونا لكافة الأشقاء من العرب والمسلمين وظهيرا قويا مساندا لهم في جميع قضاياهم، وأولها قضية فلسطين التي أطلق بمقتضاها مولاي الملك سلمان اسم «قمة القدس» على القمة العربية التي استضافتها المملكة في مدينة الدمام.
وحري بالقول إن الحنكة والخبرة الإدارية الرفيعة التي يملكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أنتجت الكثير للوطن وساهمت بشكل فعال في بنائه ونهوضه خلال حقب متلاحقة من حكم أخوته الملوك - رحمهم الله -، أما ثمرة تلك الخبرة الإدارية العظيمة وذلك الإسهام البناء وجوهرة التاج في هذه المسيرة فكان اختياره - حفظه الله - لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، مكملا لمسيرة الخير والعطاء والتنمية، وأمينا على منجزات الحاضر مستشرفا للمستقبل عبر رؤية طموحة رائدة هي رؤية المملكة 2030.
وختاما فإنني أدعو لوطننا الغالي بمزيد من التقدم والتطور والازدهار بقيادة مولاي الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكلنا تطلع وأمل بأن يقي بلادنا من كيد الأشرار الحاسدين، وان يزيدها عزا ومنعة وقوة وأن يحفظ قادتها ويحمي شعبها الأبي.
** **
فهد عبدالعزيز العجلان - المدير التنفيذي لمجموعة عجلان وإخوانه