سعد الدوسري
في وقت من الأوقات، كان الفساد المالي هو أكبر ما يؤرق المشهد الاقتصادي في السعودي. وكان الفاسدون يستخدمون كل الأساليب الملتوية، للوصول إلى الكتف، ولأكلها بعظامها! وبعد انحسار الغمَّة التي كتمت أنفاسنا طيلة الأربعة عقود، انفضحتْ اللعبة المسيطرة على مشاهد المال والأعمال، بمباركةٍ ممنْ كانت مصالحهم في تغييب العقول، وتحييد التفكير، وبالتالي سرقة الفكر والمال، على حساب المساكين الموهومين بالزهد!
لقد اعتبر البعض أنَّ إيقاف مجموعة من الشخصيات بتهم الفساد، لم يكن كما كان مأمولاً، وهؤلاء انطلقوا من رؤيتهم الشخصية المنفتحة على آفاق، قد لا تتلاءم مع واقعٍ متوثب للانطلاق، واقعٌ يحتاج إلى إرسال رسائل تحذيرية عامة، تفيد بأن الفرص لم تعد محتكرة، وأنَّ بإمكان الجميع المشاركة في صناعة اقتصاد التحول. هذه الرسالة ألجمتْ من كانوا يبررون للفساد، وجعلتْهم بلا غطاء، مما سهّلَ فضحهم وتعرية ظاهرتهم التي كانت مستأسدة!