د.عبدالعزيز الجار الله
كل سنة تمر علينا في ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- يعلن عن مشروعات اقتصادية وتنموية صناعية عملاقة كان آخرها قبل أسابيع قيام الملك سلمان بافتتاح مدينة وعد الشمال الصناعية في منطقة الحدود الشمالية، والواقعة مع مدينة حزم الجلاميد وتقريبا شمال السعودية بكاملة - واقعة- على بحر المعادن القديم (تيثس)، وقبل أيام وضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) شرقي السعودية، التي ستكون مركزًا عالميا للطاقة والصناعة والتقنية، ومن المتوقع أن تسهم بأكثر من (22) بليون ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وهذه نماذج على تواصلنا المستمر مع مشروعات التنمية السنوية التي لن تتوقف بإذن الله.
نحن في هذه المرحلة الصعبة حيث تعيش بلادنا تحديات سياسية بسبب تأثير الربيع العربي، وما تعيشه من مرحلة انتقالية إعادة بناء جديد لاقتصاد تحول من اقتصاد مصدر دخله الوحيد النفط إلى اقتصاد متعدد المصادر والدخولات، بدلا من الاعتماد على النفط تحولت بلادنا إلى اقتصاد الصناعات والمعادن والدخول في منظومة التجارة الدولية عبر روابط ومنصات تجارية في موانئ البحر الأحمر والخليج العربي وسلسلة مشروعات التنمية التي تتم في معظم مناطق المملكة.
كانت أنظارنا تتجه شرقًا حيث حقول النفط، والآن تنوعت مصادر الدخل والتجارة في كل منطقة من مناطق السعودية، وبلادنا التي عاش تاريخها الاستيطاني على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وبعض موانئ البحر الأحمر وبعض طرقها البرية التي تسلكها طرق الحج والتجارة، أصبحت بلادنا متنوعة بالموارد وحسب تقسيمات النواحي فالنفط والغاز في نواحي الشرق والوسط، والمعادن الصلبة الصلد مثل معدن الفوسفات الذي يقع على البحر القديم في شمال ووسط السعودية والعراق والشام، ومعادن بوكسايت والذهب والمعادن الصلبة في وسط وغرب وجنوب السعودية.