د. مصلح بن حامد العصيمي العتيبي
أجد اليوم أني مرغما على أن أكتب شيئًا عن قناة الجزيرة لما أرى من تمادي وانحراف لهذه القناة بشكل غير مسبوق لأي مصدر إعلامي على مستوى العالم. وحيث أنني لست من الساسة ولا أحب التحدث في الأمور السياسية لإدراكي أن السياسة ومن يقف خلفها من الإعلام المتنوع، ما هي إلا فقاعات واحدة تلو الأخرى ونادرًا ما يتحقق من ذلك شيئًا يتوافق مع الواقع الميداني للدول وشعوبها.
لكنني كرجل مسلم عربي سعودي أجد في نفسي أنه يجب على أن آخذ بأقل درجات النهي عن المنكر في هذه القناة المدسوسة التي لها رؤيا غير مرئية للمشاهدين ألا وهي:
(أن تكون أسرع وأفضل وسيلة بيد أعداء الأمة الإسلامية والعربية في تشتيت شملهم وتقتيلهم وتجويعهم وتشريدهم).
هذه هي الرؤيا التي أستطيع أن أستنبطها من نتاج ما تقدمه هذه القناة. والدليل على ذلك ما حدث لبعض الدول الإسلامية العربية واحدة تلو الأخرى عندما ساهمت هذه القناة وفق توجيه من خلفها من أعداء الأمتين الإسلامية والعربية في تأجيج الفتنة في كلا من تونس، ليبيا، اليمن، مصر بحجة تحرير شعوبها والتخلص من حكامها.
فكان لها ولمن خلفها ما تريد ولكن ليس بتخليص هذه الدول من الظلم والجوع إنما بتدمير دولهم وتقتيل رجالهم ونسائهم وأطفالهم وتشريد من بقي منهم وتأجيج فتنة في كل دولة لا يمكن لها أن تنتهي في وقت قريب. وفرحت قناة الفتنة (قناة الجزيرة) بما حققت من تدمير حسب ما يملي عليها العدو فاستمرت وفق مخططها لبقية الدول العربية الأخرى.
ونسوا قول الله سبحانه وتعالى {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
فاستشعرت شعوبنا العربية أهداف هذه القناة الخبيثة وانتفضت في دولة مصر العربية وقلبت الموازين وأفسدت ما تقوم به قناة الجزيرة ومن خلفها. فكانت هذه الانتفاضة ضربة موجعة لقناة الجزيرة في تحقيق ما تريد مما أضرم فيها نار الحقد على كل من وقف ضد تحقيق أهدافها فحولت سهامها إلى دول عربية أخرى وأكبرها وأشدها ضد بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية. فأصبحت القناة تخصص معظم وقت نشراتها للنيل من الحكومة والشعب السعودي ومحاولة نشر الفتنة والأكاذيب لزعزعة أمنها واستقرارها.
وهنا اسمحوا لي أن أوجه الرسائل التالية:
الرسالة الأولى: لقناة الجزيرة
فلتعلم هذه القناة ومن يديرها أن أهدافها أصبحت معلومة للشعبين العربي والخليجي وأنها سقطت في مستنقعات النجاسة والرذيلة حتى أنه أصبح من الصعب تطهيرها بأي وسيلة كانت.
الرسالة الثانية: للعاملين في هذه القناة
أقول للعاملين والعاملات في قناة الجزيرة الإخبارية وخصوصًا مذيعيها ومعدي أخبارها ألم يأن لكم أن تخجلوا من أنفسكم وكذب ألسنتكم وتدركوا أن هذا المسار الذي أنتم فيه حتى وإن كسبتم مال قارون فإنه لن يعيد شيئًا لكم من كرامتكم وقيمكم.
بل سوف يخجل منكم أبناؤكم وبناتكم وكل ذي صلة قرابة منكم على ما تساهمون به من تأجيج نار الفتنة بين الشعوب العربية والخليجية وما تحاولون به من دعم لأعداء هذه الأمة.
وإن لم تعودوا لرشدكم فإن مصيركم إلى مزبلة التاريخ دون حسرة عليكم.
الرسالة الثالثة: للشعب القطري
أيها الشعب القطري المسلم العربي الخليجي إننا ندرك أن لديكم من الشهامة والقيم العربية ما يمكنكم من أن تقفوا وقفة جادة ضد هذه القناة ومن خلفها حتى لا تكون أرضكم منبع فتنة تحاك فيها الدسائس ضد شعوب الخليج العربي أبناء جلدتكم.
لذا فنحن كلنا أمل أن تكونوا كما عهدناكم شعبًا لا يرضى أن يستخدم العدو أرضه وثرواته لنشر الفتنة والحقد بيننا.
الرسالة الرابعة: للشعب السعودي
إنني على يقين بأن الشعب السعودي يدرك ما يحيكه العدو له ولحكومته وأن قناة الجزيرة هي أحد أسلحته الجرثومية التي يستخدمها ضد المملكة العربية السعودية.
لذا فإنه يجب علينا أن نعي وندرك خبث هذه القناة وما تقوم به ضد قادتنا وشعبنا على حد سواء ونرد عليها بما يتوافق مع قيمنا وأن لا ننزلق لنفس المستنقع الذي تعيش فيه هذه القناة في الرد عليها أو الإساءة إلى شعبنا القطري الخليجي.
وإني أؤكد أن الرد المطلوب الذي سوف يخرس قناة الجزيرة ومن خلفها يكون بأن نتوحد ونتكاتف حكومة وشعبًا يدًا بيد لتنمية وطننا وحمايته بأرواحنا.
وختامًا أؤكد للجميع أن هذا الوطن لن يتمكن من النيل منه أي عدو مهما بذلوا من جهد ومهما حشدوا من شياطين الإنس لأننا قوة عظمى عسكريًّا أو اقتصاديًّا ولكن لأننا أولاً نتخذ من القرآن والسنة دستورًا لنا وثانيا شعب محب للسلام وحكومة لم تتردد يومًا في إغاثة الملهوف أين ما كان وخصوصًا من البلدان الإسلامية والعربية. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
أسأل الله أن يحفظ لنا أمننا وقيادتنا وأن يرد كيد قناة الجزيرة القطرية في نحرها.