فوزية الجار الله
بين الفترة والأخرى تصافحني قصة نجاح مبهرة لشخص ما..
غالباً تأسرني قصص النجاح وتستثير اهتمامي حيث أجد فيها عاملاً محرضاً على الإصرار والتصميم وعدم الاستسلام. نحن جميعاً بحاجة إلى حوافز معنوية لمواجهة صعوبات الحياة وعقباتها التي لابد منها، وكأنما تتمثل في ذلك البيت الشهير من الشعر:ـ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ
مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
ليس من الضروري أن يكون أصحاب قصص النجاح أبطالاً بلغوا آفاق الشهرة والتألق وقد خلد التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب، لكن قد يكون أصحاب هذه القصص أفراداً عاديين لكنك حين تتأمل سيرة حياة أحدهم تجدها مصدر إلهام ومعرفة، هي بحد ذاتها محفزة ومشجعة، تمثل قدوة تحتذى..
اطلعت مؤخراً على سيرة ذاتية مميزة لامرأة مميزة، نشأت المرأة في قارة إفريقيا وقد عانت الكثير لكنها كافحت وناضلت لأجل أن تكون شيئاً بدلاً من لا شيء!
تتحدث المرأة (ليزا شانتان نيكولز) إلى إحدى البرمج التلفزيونية الأجنبية الشهيرة فتقول: إنها كانت تعيش على المساعدات الحكومية وقد نفد منها المال، وكان عليها شراء حفاظات لابنها الصغير ولم تتمكن من ذلك، (ولذا فقد استخدمت المنشفة لمدة يومين بدلاً من الحفاظات).. مرة وضعت يدها على معدة طفلها قائلة له، لا تقلق يا صغيري ماما لن تكون مفلسة أو محطمة أبداً بعد اليوم.. في ذلك اليوم كنت على استعداد للقضاء تماماً على شخصيتي السابقة بأي شكل من الأشكال لكي تولد المرأة التي أصبحت عليها. فالسبب في أن الكثير من الناس لا يتحقق لهم أن يصبحوا ما يريدون، هو أنهم مرتبطون للغاية بما كانوا عليه وتسمع ذلك طوال الوقت عندما يقول الناس «لطالما كنت على هذه الحال دوماً». تضيف ليزا مستنكرة: حسناً إذ كان هذا يناسبك فاستمر في القيام بذلك.. كنت أعلم بأن الوضع لم يعد مناسباً وقد وصلت لأسوأ حالاتي، هناك سبب آخر لعدم وصول الناس إلى أهدافهم وهو أن أمامك باب بعينه صُنع لك أنت لكي تعبر من خلاله وأنت تحاول العبور بالجميع معك لأنك تحاول أن تكون المنقذ بينما يجب عليك إنقاذ نفسك أولاً.. كرست ذاتها للعمل والإنجاز، عملت في مكتب صغير تابع لإحدى الشركات الخدمية بشكل متواصل وامتنعت عن الكثير من الأشياء الصغيرة التي كانت تمتعها لأجل توفير المال، التزمت بحياة متقشفة لشراء مستقبل أفضل.. كانت توفر ما تناله من عملها بإرسال مبلغ من المال إلى البنك، بقيت على هذه الحال لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، توفر المال ولا تتطلع على كشف حسابها، كانت ترسله على صورة شيك إلى البريد، وقد كتبت على الرسالة «تمويل لأحلامي»، في تلك اللحظة حين ذهبت إلى البنك فوجئت بأن المبلغ قد وصل إلى اثنين وستين ألف دولار، كان أمراً مفاجئاً لها. تقول ليزا في ختام حديثها: أنا لست استثناء، أنا امرأة عادية، اختارت أن تتخذ كل يوم قرراً غير عادي.