مع بزوغ الذكرى الرابعة لبيعة مولاي وسيدي وملكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - ملك العزم والحزم صانع الأمجاد، تنتشي القلوب والعقول فرحًا، ويحلق الوجدان مرفرفاً في سماء الفخر والعز، مستلهمًا في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعًا، سيرة ملك ومسيرة مملكة، وطن نباهي به الأوطان ومنجزات تحكي حكمة قيادة عظيمة، أولت خدمة الدين جل اهتمامها، ومضت تقود السفينة نحو الخير والرخاء والنماء عبر بحر متلاطم من الفتن والاضطرابات والأزمات عاشها ويعيشها محيطنا العربي والإسلامي، غذتها وما زالت أنفس خبيثة ذات مطامع، بأذرع قذرة مولت ودعمت كل ما من شأنه تقويض أمن دول المنطقة وزعزعة استقرارها. فكيف لا نفخر بقيادة كهذه أدركت حجم المخاطر ونجحت في تخطي الأزمات وتبعاتها دون أن تتأثر في خططها التنموية والاقتصادية والاجتماعية، وفي غمرة احتفالنا بذكرى البيعة المباركة للملك سلمان، نتناول الجانب الإداري في مسيرة «سلمان الأمير» ثم سلمان الملك المحنك، حيث جسدت تجربة «أبو فهد» - حفظه الله - في بناء مدينة الرياض عاصمة العروبة عنواناً ومنهجًا للتخطيط وحسن التدبير والعقلية الإدارية الفذة، تلك مفردات بسيطة لا ترقى إلى مقام مولاي الملك سلمان - حفظه الله -، الذي كانت حياته وما زالت منهج عمل وفكرًا مستنيرًا، رسخت أسمى معاني التفاني في خدمة الوطن على مدى 60 عامًا وأكثر، جايل خلالها كل حقب الملوك الراحلين - رحمهم الله جميعًا - وسقى بفكره النير وجهده الدؤوب غرس البناء حتى توليه - حفظه الله - مقاليد الحكم في المملكة، ملكًا ذا أفق واسع ورؤية حكيمة سديدة، ملك احتل سويداء القلوب في أبناء شعبه والعالمين العربي والإسلامي، فمواقفه المشهودة في دعم قضايا الأمة والتصدي لكل التحديات التي تواجهها خير برهان على ثبات النهج التي أسست عليه المملكة بتمسكها بالشريعة الإسلامية الغراء وبالكتاب والسنة مع مواصلة مسيرة التحديث والتطوير ومواكبة المتغيرات على الصعيد العالمي. نقف اليوم أمام ذكرى عظيمة تتحدث عن ملك هو فينا بمنزلة الروح في الجسد، قائداً ووالداً رائداً معطاء، نلنا معه وبه كل معاني السمو والشموخ في وطن الرفعة والعزة والإباء، وواجبنا جميعًا أن نذود عن حياضه بالغالي والنفيس، وأن نعي حجم النعمة العظيمة التي منحنا الله إياها، وهي نعمة الأمن والأمان والاستقرار، في ظل قيادة الملك سلمانوولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله. وختامًا أدعو الله جلت قدرته أن يحفظ علينا نعمه ظاهرها وباطنها، وأن يرد كيد الأعداء قربوا أم بعدوا، وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم، وأن يجنب بلادنا الطاهرة شرورهم، وينصر قادتنا ويحفظهم ويديم عزهم.
** **
محمد عبد العزيز العجلان - نائب رئيس مجموعة عجلان وإخوانه