فهد بن جليد
إطلاق القمرين السعوديين (سات 5 A و5 B) بنجاح يوم الجمعة الماضية، ضمن عملية بناء وتصنيع الأقمار الصناعية بأيدٍ سعودية (رجالية ونسائية), قصة نجاح أخرى في طريق المجد السعودي, وهي مصدر فخر واعتزاز لجميع أبناء الوطن، وأتمنى أن تنعكس هذه الفرحة الشبابية والزهو والفخر الذي مَلأ وسائل التواصل الاجتماعي إلى إلهام في طريق تخصص المزيد من السعوديين والسعوديات في علوم الفضاء، ليُصبح لدينا أكبر عدد من العلماء العرب والمسلمين في هذا المجال.
حتى لا تُنسى مثل هذه المُنجزات السعودية أو تختفي عن ذاكرة المُتلقي المحلي والعربي والإقليمي, أتمنى أن تحظى بتغطيات إعلامية أوسع وأشمل، وفي برامج تعرض في قنوات عربية وعالمية ليُعطى هذا النجاح حقه من الانتشار والبروز على المشهد العربي والإسلامي، فالسعوديون والفضاء والتقنية قصة قديمة، سَبَقْنا بها مُحيطنا وعالمنا العربي والإسلامي، عندما سجل التاريخ أنَّ الأمير سلطان بن سلمان هو أول رائد فضاء عربي مسلم في رحلة (ديسكفري الشهيرة) عام 1985م، وليس آخرها إطلاق هذين القمرين لينضما إلى الأقمار السعودية التي تواكب صناعة مُستقبل المملكة ونمو اقتصادها، بلغة وأدوات العصر وفق رؤيتنا الوطنية الطموحة 2030, بل إنَّ السعوديين في مايو الماضي حققوا إنجازاً علمياً نادراً بمُشاركة العلماء الصينيين رحلة استكشاف الجانب غير المرئي من القمر، وكانوا هم الوحيدين من المنطقة.
هذه الأخبار العلمية وغيرها من مُنجزات الوطن، تُجهض عمليات التشويه والحملات المسمومة والمدبرة للنيل من السعوديين وثقافتهم, واتهامهم بالجهل من قبل بعض أدعياء الثقافة والفهم العرب المأجورين في المشرق والمغرب, الذين يُحاولون انتهاز الفُرص كلما سنحت لهم, نقول لهؤلاء ومن ورائهم هذه هي (السعودية العظمى) تملك الأرض والفضاء, تشغل الكون وعقول ساكنيه, بسواعد وهِمَّة رجالها ونسائها, فيما أنتم تتباكون على أوهامكم واللبن المسكوب, وتنكشون في تاريخ مُظلم لا يُمثل إلا سواد قلوبكم وفكركم, ورحم الله غازي القصيبي عندما قال (نفط يقول الناس عن وطني, ما أنصفوا وطني, وطني هو المجد).
وعلى دروب الخير نلتقي.