إن جلالة الإمبراطور الحالي لليابان هو الخامس والعشرون بعد المائة في التاريخ الإمبراطوري فسيبلغ 85 عاماً قريباً، وفي شهر يناير المقبل يكون قد أكمل ثلاثين عاماً منذ توليه العرش في عام 1989.
وكما يعرف الكثيرون منكم، فإن الإمبراطور أكيهيتو سيتخلى عن العرش في يوم 30 أبريل من العام المقبل، ويعتلي العرش صاحب السمو الإمبراطوري ولي العهد ناروهيتو. لذا، فإن هذه هي الفرصة الأخيرة للاحتفال باليوم الوطني تحت اسم جلالة الإمبراطور أكيهيتو.
لقد تمتعت عائلتنا الإمبراطورية والعائلة المالكة السعودية بعلاقات ودية طويلة وممتعة لعقود عديدة. على سبيل المثال: زار صاحب السمو الإمبراطوري ولي العهد ناروهيتو، إمبراطورنا المقبل، المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في عام 1994، ترافقه صاحبة السمو الإمبراطوري حرمه. ومنذ ذلك الحين، زار سموه الإمبراطوري المملكة العربية السعودية عدة مرات.
قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بزيارة اليابان مرتين خلال السنوات الخمس الأخيرة. كما قام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بزيارة رسمية إلى اليابان في شهر سبتمبر 2016.
آمل بإخلاص أن تكون هذه العلاقة الودية بين العائلة الإمبراطورية والعائلة المالكة ثابتة إلى الأبد وأن تتطور أكثر في السنوات المقبلة.
كانت علاقاتنا الثنائية في القرن الماضي مبنية على تجارة النفط والمبادلات التجارية. نستورد أكثر من مليون برميل نفط يومياً من المملكة العربية السعودية، أكبر دولة موردة للنفط إلى اليابان، هناك عدد كبير من المشاريع المشتركة والمشاريع الاستثمارية هنا أيضاً. وفي ذات الوقت، حاولنا تحويل علاقاتنا التجارية إلى شراكة استراتيجية متنوعة للغاية. الحوارات السياسية النظامية، والتعاون في مكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية هي أمثلة بارزة. وعندما يتعلق الأمر بالشراكة الاقتصادية، نجحنا في استحداث آلية جديدة الرؤية اليابانية - السعودية 2030، ونحن الآن نعمل معاً بشكل وثيق في مختلف مجالات التعاون. فلسفتنا بسيطة للغاية: نتعلم منكم.. تتعلمون منا. وبالتالي، نحن مصممون على بناء علاقات أكثر ودية وأوسع مع المملكة العربية السعودية كشركاء لا نستغني عن بعضنا البعض.
في ستينات القرن التاسع عشر، أي قبل حوالي 150 عاماً، بدأت اليابان في التحديث، منذ ذلك الحين، كان هناك الكثير من الصعود والهبوط.
بعد كل تلك الأشياء، نحن هنا الآن كما نحن. الكثير من الناس يسألون عن السبب وراء تطور اليابان واستعادة عافيتها؟. إحدى الإجابات المحتملة هي الحصول على التكنولوجيا المتقدمة وتطويرها، لكن هذه تعكس فقط جزءا من قصتنا، على سبيل المثال، في حين حافظت اليابان على تقاليدها وثقافتها الخاصة، حاولت اليابان تحقيق التطور في كافة المجالات. كان هذا واحداً من التحديات المهمة، المصالحة بين الفصائل المختلفة واحتضان كل جزء من المجتمع كان تحدياً آخر مهما في تايخنا.
التاريخ السعودي للتحديث وبناء الأمة أيضاً لديه الكثير من الحكمة الفريدة، وآمل صادقاً أن نتعلم المزيد من تجارب وحكمة بعضنا البعض، وأن نحاول استكشاف أفكار جديدة لنموذج التنمية معاً، وفي هذه النقطة، تلتزم اليابان الآن بدعم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي السعودي بجدية في إطار رؤية 2030.
Seeing is believing (الرؤية هي التصديق)
اليابان ليست فقط دولة لـ Sushi وAnime، اليابان لديها تاريخ غني وأشياء كثيرة تستحق المشاهدة. وكذلك المملكة العربية السعودية. سأقول لشعبي تعالوا لزيارة المملكة العربية السعودية لمعرفة المزيد عنها. وأود أن أطلب من ضيوفنا الكرام الليلة، وخصوصاً السعوديين، زيارة اليابان، واكتشاف اليابان، ومعرفة اليابان أكثر. نحن الآن نُعد أنفسنا للترحيب بالمزيد من الضيوف من جميع أنحاء العالم، لأننا سنقيم أولمبياد طوكيو ودورة الألعاب البارالمبية في عام 2020، كما يشرفني أن مدينة أوساكا ستنظم المعرض الدولي EXPO في عام 2025. آمل أن تكون هذه الأحداث فرصا جيدة لزيارة اليابان.
** **
- بقلم سفير اليابان/ تسوكاسا ايمورا