ناصر الصِرامي
وضعت العديد من الدول شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات على القائمة السوداء، واعتقلت مديرة العمليات المالية وابنة مؤسس الشركة، في كندا، حيث تواجه احتمال ترحيلها إلى الولايات المتحدة. بسبب تعامل محتمل للشركة مع إيران!
وفي وقت سابق، منعت كل من الولايات وأستراليا ونيوزيلندا الشركات المحلية لديها من استخدام هواوي في توفير تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات المحمول. وقررت الحكومة الأسترالية حظر هواوي و ZTE من توفير معدات لشبكة الجيل الخامس في أستراليا لأسباب تتعلق بالأمن القومي وكذلك فعلت نيوزيلاندا.
وفي بريطانيا أكدت شبكة بي تي، أنها أزالت معدات هواوي من المناطق الرئيسية في شبكتها للجيل الرابع وسط مخاوف جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 من سيطرة الصين على هذه البنية الأساسية!
رغم أن هواوي شركة خاصة إلا أن هناك مخاوف من إجبارها وشركات أخرى من قبل أجهزة الأمن الصينية على المساعدة في جمع معلومات استخباراتية. حيث يلزم قانون المعلومات الوطني الصادر خلال العام الجاري كل المنظمات والمواطنين بمساعدة أجهزة الاستخبارات.
أغسطس الماضي تفوقت هواوي على آبل، لتصبح ثاني أكبر بائع للهواتف الذكية بعد سامسونغ الكورية الجنوبية. وتملك الشركة أكثر من 15% من حجم سوق الهواتف المحمولة في العالم!
واعتقلت قبيل أيام، السلطات الكندية منغ وانزو، مديرة العمليات المالية وابنة مؤسس الشركة رين شينغفي وهو ضابط سابق في الجيش الصيني. وكان قد تم ترقيتها في وقت سابق من العام الجاري، في خطوة اعتبرها كثيرون تمهيدًا لتوليها قيادة الشركة.
واحتجت “بكين” على اعتقال ابنة مؤسس هواوي، وطالبت بإطلاق سراحها. وأصدرت سفارتها في كندا بيانا قالت فيه إن الصين «ترفض وتحتج بشدة على مثل هذه الممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان، وتحث السلطات الكندية على تصحيح الخطأ وإطلاق سراحها».
كما كتب رئيس تحرير صحيفة Global Times الصينية يقول: «من الواضح أن الولايات المتحدة تدفع بخط المعركة نحو أبوابنا، ونحن نعتبر اعتقال منغ وانزو إعلان حرب على الصين»...!
وعندما أعلنت أستراليا حظر هواوي قالت وزارة التجارة الصينية: «إن الحكومة الأسترالية اتخذت القرار الخطأ الذي سيكون له تأثير سلبي على المصالح التجارية للشركات الصينية والأسترالية». وطالبت الصين كندا بالإفراج عن المديرة المالية لشركة هواوي الصينية، المعتقلة لديها، وهددتها بمواجهة عواقب وخيمة إذا لم تقم بذلك. ووصفت الخارجية الصينية اعتقال منغ بأنه فعل «بغيض تماما».
نتابع هذه التطورات الدقيقة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الصين والولايات المتحدة، حيث يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بممارسات تجارية غير عادلة.
حربا ربما كانت تدور في الخفاء… لكنه اليوم علنية ومباشرة وتناقش في كل وسائل الإعلام والإعلام الاجتماعي، واشنطن تريد صراحة وتعمل من أجل مزايا تجارية تمنح الأفضلية لشركات التكنولوجيا التابعة لها، فيما الصين تحاول المنافسة أو ربما حرب متعددة الوسائل تحدث الآن في عالم الاتصالات والإلكترونيات الذي يحيط بالعالم اليوم!