على خطى أسلافه من سلالة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - اختار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - ما يليق بمملكة الخير ودورها تجاه العرب والمسلمين، باشتباكه مع التحديات لتطويعها والصعوبات لتذليلها. تولى زمام أمور مملكة الخير في واحدة من أصعب المراحل التي يمر بها العالم والإقليم، وكان خياره الحفاظ على سياسة خارجية متوازنة رغم الترنحات الدولية والإقليمية التي تهدد الاستقرار العالمي بما فيه منطقتنا ودولنا وشعوبنا، وبوضوح نهجه في التعامل مع الأزمات وإصراره على الوصول إلى الهدف الذي حدده بدقة. كان وفيًا لآليات تفكير سلالة مباركة - بإذن الله - لم تعتد الدوران حول الأزمات وتجاهل المخاطر التي تحيط ببلاد العرب والمسلمين، وكانت صعوبة المرحلة وتحدياتها دافعًا إضافيًا للتمسك برسالة العرب والمسلمين تجاه البشرية وتكريس نهج المؤسس في التأكيد على ثوابت الأمة وعمقها الحضاري وفتح آفاق حضور هذا العمق في الفعل الثقافي والفكري الذي يترك أثرًا واضحًا على مستقبل التفاعل بين الأمم والشعوب الشريكة في الحياة على ظهر البسيطة. حرص خادم الحرمين على توفير متطلبات حمل الرسالة في ظل ما أفرزته المتغيرات من صعوبات واختلالات دولية وإقليمية كانت واضحة في ذهن من يتقن قراءة المشهد والتعامل مع الأحداث، أول هذه المتطلبات كان الحفاظ على دوران عجلة الاقتصاد في زمن المصاعب التي تهدد الاقتصادات العالمية وتمس استقرار بلدان العرب والمسلمين وأمن وأمان واحدة من أكثر المناطق توترًا وقابلية لتفجر الأوضاع بناء على هذه الرؤية وعملاً بقول سيد المرسلين «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رعيته». واصل خادم الحرمين تمتين وتحصين الاقتصاد السعودي بسلسلة من الإجراءات التي وفرت مناخات الإبداع والعطاء في المملكة ودول المحيط ولضمان حيوية الأداء والتفاعل مع المحيط وديمومة مسيرة البناء ورفع وتيرة العطاء، وتعبيرًا عن فهم حركة الزمن لم تغب عن ذهنه أهمية التحديث وضخ دماء جديدة في شرايين الإدارة وإعطاء الشباب فرصته في النهوض بالأعباء. لم تأت حكمة خادم الحرمين من فراغ فهو الذي أتم حفظ قول الباري عز وجل في سن مبكرة وتلقى علومه الشرعية على أيدي كوكبة من العلماء الأفاضل وخبر تاريخ الجزيرة العربية وشعابها ووضع بصمة واضحة على المناصب التي تولاها وترأس العشرات من الجمعيات الخيرية مبايعة القلب انابض بحب الناس القائد المؤمن بعمق وحضارية رسالة العرب والمسلمين وصاحب العقل الراجح الذي خبر التقلبات الدولية والمتغيرات الإقليمية هدية مملكة الخير للعرب والمسلمين الذين وجدوا فيه رمزًا للحكمة والحزم في واحدة من أقسى المراحل التي مرت وتمر بها المنطقة وضمانة للعبور إلى المستقبل.
** **
- الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح