أكَّد معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء أنه كلما حلّت ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله- ملكاً على البلاد، تجددت معها ذكرى عزيزة على قلوبنا، وهي بيعة الصدق والولاء للوالد القائد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- ، لنستحضر عبرها الصور المعبِّرة والمشاهد المؤثِّرة التي تجسد أعظم معاني المحبة والوفاء والإخلاص والترابط والتعاون والتكاتف، ولنعيش آثارها الممتدة بإذن الله لحمة ووحدة وألفة بين الراعي والرعية، تقوم على أصول شرعية، وأسس ومرتكزات قوية، وقواعد راسخة ومقاصد عظيمة وثوابت راسية رسو الجبال، كيف لا وهي ذكرى بيعة إمام المسلمين، التي تعد امتداداً تاريخياً لهذه الدولة المباركة، التي تأسست على نصرة الكتاب والسنة، كما أنها في جميع مدلولاتها مظهر قوي ودلالة أكيدة على الالتزام بالشرع المطهر، حيث إن البيعة إنما هي نهج شرعي، التزمه هؤلاء الحكام الأطهار الأماجد حينما جعلوا القرآن الكريم دستوراً لحكمهم والإسلام العظيم منهجاً يسيرون عليه في عبادتهم لربهم وحكمهم لمملكتهم وسائر أعمالهم وتعاملاتهم، ومن التزم بها كذلك فإنما فعل هذا متأسياً بالصحابة الكرام الذين بايعوا الخليفة الأول بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وهو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد أن قالوا إن رسول الله ارتضاه لديننا حينما استخلفه على الصلاة لما استحضر أفلا نرضاه لدنيانا، ثم قالوا لأبي بكر ابسط يدك لنبايعك فبسط عمر يده إليه فبايعه ثم أبو عبيدة وهكذا من بعدهما فكانت البيعة الشرعية الواجبة للإمام، والمستمد وجوبها من وجوب نصب الإمام الذي هو مما علم من دين الإسلام بالضرورة، إذ هي من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها، وذكراها كذلك يرفع درجة الفخر والاعتزاز بهذا الإمام المبارك والقائد العظيم حينما نتذكر تلك الجموع الغفيرة والحشود الكبيرة التي أتت للمبايعة، تقودها المحبة الصادقة والولاء الخالص المنقطع النظير؛ لتباشر البيعة مع علمها بأن البيعة تعني العهد على الطاعة، وأن المصافحة بالأيدي إنما هي تأكيد للعهد لانعقاد البيعة بمبايعة أهل الحل والعقد الذين تنعقد البيعة في رقاب الناس على مبايعتهم للإمام، كما جرت بذلك قواعد الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها وأحكامها. وأضاف معاليه: وكما نستحضر عبر هذه الذرى العطرة تلك المنجزات العظيمة لقائدنا وربان سفينتنا في هذه الفترة القصيرة، التي كان المواطن محور الاهتمام والرعاية فيها، وتهدف إلى تحقيق الرخاء والاستقرار والاستدامة وهذا ما عايشه كل أبناء الوطن، وعلى الصعيد العربي والإسلامي والعالمي كان السعي لتمكين البلاد وقيادتها باقتدار إلى الريادة والمثالية هو الطموح والعمل الدائم، فهنيئاً لنا بهذا القائد الفذ المتمسك بتعاليم دينه وقيمه وأحكامه، الناصر لقضايا إخوانه المسلمين، والحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة هذا الحكم الفريد والنهج العظيم، ووفق ولي أمرنا لتلك الاختيارات المسددة والقرارات الحكيمة.
ونوه د.أبا الخيل إلى أن الجامعة قد اعتمدت العديد من البرامج والفعاليات لهذه الذكرى الغالية يأتي في طليعتها إنتاج فيلم عن البيعة يتضمن الإشارة إلى أصلها الشرعي وأثرها العملي عبر التاريخ الإسلامي، والواقع الجميل الذي تعيشه بلادنا الغالية كثمرة من ثمراتها، ومناشطها إلى جانب إصدارات عديدة، تأتي امتداداً لتميز الجامعة في الاحتفاء بمناسبات الوطن وأفراحه انطلاقاً من واجباتها، وسعياً لتعزيز أثرها الشرعي والعلمي والوطني. واختتم معاليه حديثه بقوله: إننا نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن يوفقه وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأن يجعلهما ذخراً وفخراً وعزاً للإسلام والمسلمين، ولهذا الوطن الغالي، كما نسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء ورغد العيش إنه سميع مجيب.