صيغة الشمري
تشرفت الأسبوع الماضي بأن كنت متحدثة في ملتقى متخصص بالاتصال المؤسسي والتقيت بزميلات وزملاء تكاد تكون خبراتهم عالمية ومؤهلين بشكل يجعلهم قادرين على العمل في أكبر الشركات العالمية ولهم تاريخ مشرف ونجاحات كبيرة مسجلة بأسمائهم مثلما يسجل الهدف في كرة القدم باسم اللاعب الذي أحرزه مهما طال الزمن لن يستطيع أحد سرقته منه ونسبه لاسم لاعب آخر، ومن خلال حديثي مع بعض الزملاء الثقات منهم، خرجت بنتيجة مفادها بأن كل ما تعانيه منشآتنا سواء كانت العامة أو الخاصة من فشل وتعثر بسبب وجود مدير تقليدي ورقي بمعنى أنه يدير فريق العمل وفق ما تقوله بنود الورق وليس روح الورق التي تغلب المصلحة العامة فوق مصلحة المدير وهلعه في حماية نفسه من تحمل مسؤولية تحفيز موظف بالتعامل معه بروح النظام الورقي.
لقد تطورت البشرية وأصبح العالم غرفة واحدة ولم يعد قرية كما كان، مما جعل الموظف البسيط يستطيع تقييم مديره ومعرفة أي نوع من المديرين لأنه لم يعد ذلك الموظف الضحل بل أصبح يعرف كل أسماء وأخبار المديرين الناجحين على مستوى العالم ويتقطع قلبه ألماً وحسرة وهو يقارن هؤلاء المديرين المحفزين بمديره المتشبت بالكرسي من خلال تشبثه بكل بنود الورق لحماية نفسه وكرسيه، جميع شركات العالم الكبرى تلك الشركات التي تقود الاقتصاد العالمي تحرر مديريها من قيود بنود الإدارة التقليدية التي لا تركز على الإنتاجية بقدر ما تركز على حماية المدير من أي قرار خارج الصندوق لإعفائه من تحمل مسؤوليته وتبعاته مما أضعف الانتاجية وأعاق الوصول إلى الأهداف بالسرعة المطلوبة.
تشعر باحباط وأنت تقرأ أخبار الخروج من عباءة الإدارة التقليدية عند الغرب في ظل تشبثنا بها رغم توالي الفشل تلو الآخر، أحبطت وأنا أقرأ خبراً مفاده قيام شركة يابانية بمنح موظفيها نقاطاً وظيفية كلما ناموا ساعات أكثر في الليل، وقبلها شركة قوقل وسيمنس وغيرها التي لم يعد موظفيها بحاجة لشهادة دراسية للعمل معهم بل يحتاج إلى محبة للعمل وشغف بالنجاح، ألا ليت قومي يعلمون!