مها محمد الشريف
الإعلام الإيراني يتسم بميل شاذ عن التوازن، لنشاطه المكثف وبثه الأكثر انتشار ليغطي معظم الدول، ويكيل بمكيالين لأعداء طهران والرافضين لسياسة الملالي، وقد وارى هذا الأشتغال بعيدا عن نشاطاته الإرهابية التي تعاني سكرات الموت، فبات بمقدوره ممارسة طرائق جديدة في إنتاجها قوة دمار خلاقة قد تغدو في النهاية بالغة النجاح، وبالغة التدمير.
وحتى الذين كسبوا الكثير من الاستنتاجات الخاطئة من دروس التاريخ، لازال معظمهم يجهل خطر الإعلام الإيراني الذي يبث حسب «رويترز»، «في أكثر من 70 موقعاً على الإنترنت، تم كشفها، تعمل على نشر الدعاية الإيرانية، في 15 دولة، و يروج لها حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون، ومن المواقع التي تم كشفها موقع «نايل نت أونلاين» الذي يقع مقره في قلب ميدان التحرير بالقاهرة».
كل هذا يثبت جليا، قوى الرجعة للساحة الدولية عبر هذه المهمة الضخمة التي تواجهنا، فضلا عن كون إيران من عمالقة الإرهاب ولها أدوات عبقرية في هذا الجانب المظلم، فإننا إزاء نظام متلون قادر على البقاء رغم العقوبات المفروضة والمواقف الرسمية الأشد نفوذا ضده.
وبعبارة أخرى فقد نصب النظام الإيراني كمينا يترصد أهدافه في الشرق الأوسط، وحصد النتائج بعد أن أدحض مسبقاً جميع الاعتراضات من دول المنطقة، ومن ثم استحسن المنهج الذي يسير عليه وخاصة في عهد باراك أوباما الذي غض الطرف عن ممارسات النظام الإرهابية وأطماعه في الدول العربية، واستمر نصب الأفخاخ بمساعدة أعوان هذا النظام.
على أنه مجرد طور تاريخي عابر ينطوي في داخله على زمن معين تنتهي فيه المهام لصالحه، ولا مجال لحصوله على منافس أو تحولات تاريخية تستطيع إيقافه، فلم يلبث التاريخ أن رد منتقماً على انحرافات لا يمكن تجاهلها، كان عنف الإدانة حاضرا والمجتمع الدولي مراقبا. لاسيما وأن السعودية بالمرصاد لهذا النظام الدموي.
بعد أن كشفت رويترز عن مواقع إلكترونية مضللة تديرها طهران في عدة دول منها اليمن والسودان ومصر، وروسيا وأمريكا وكذلك الحال في دول أوروبا، ونحن نستطيع هنا أن نستعيد الساحة الإعلامية على نحو أكثر دقة وأكثر عمقاً بفضل الكوادر المؤهلة والإمكانات المتاحة، و لكي نجسم الأهمية الإعلامية لابد من التصدي للقصف الذي تشنه طهران واقتحام الأسوار للوصول إلى أكبر مساحة من العالم و إفشال نشر هذه المواقع الإيرانية المستخدمة ضد المملكة والدول العربية، قد يكون من الضروري أن نلح في ذكر تفاصيل أوسع، لأن خطورة هذه المواقع أكبر من التحذير بنتائجها وتبعاتها لأنها حرب شرسة، قامت بخداع وزير الدفاع الباكستاني فأطلق تهديداً نووياً لإسرائيل، وكثير من تزوير الحقائق ونشرها.
لنبحث الآن ماذا عسانا نفعل مقابل هذه المواقع العشرة والشبكات المتنوعة ؟، التي تستهدف القراء في اليمن، وفي السودان وفي روسيا، وما تنشره من تطبيقات لهذه المواقع، فإن المبدأ الإجرامي الذي تتعامل به طهران يفوق التقديرات، لذلك وجبت إحاطة الإعلام العربي بصد وسائل الهجوم، وعلى الخصوص الرسائل الموجهة للرأي العام العالمي عبر قنواتها ومواقعها المليئة بالأخطاء والمبالغات.