«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي
رفع صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- وذلك بمناسبة نجاح إطلاق القمرين الصناعيين «سعودي سات 5أ» و»سعودي سات 5ب» الذي تم في أمس الجمعة 7 ديسمبر 2018م عند الساعة 12:12 ظهراً بتوقيت بكين على متن الصاروخ الصيني (Long March 2D) من قاعدة جيوغوان بجمهورية الصين الشعبية.
وأوضح سموه أن تحقيق هذا الإنجاز قد تم بفضل الله ثم رعاية ودعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين ومتابعة وعناية سمو ولي العهد، وتفاني منسوبي المدينة، ومساندة الجهات الحكومية، وأن هذا الإنجاز يأتي استكمالاً للعديد من الإنجازات التي تم تحقيقها في مجالات الفضاء والطيران انسجامًا مع رؤية المملكة 2030».
ويأتي تحقيق هذا الإنجاز كمحصلة للجهود التي بذلتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات في نقل وتوطين وتطوير العديد من التقنيات المتقدمة ومنها تقنيات الأقمار الصناعية وبناء الكوادر الوطنية القادرة على التعامل مع هذه التقنيات وإنشاء البنى التحتية المتطورة، مما مكن المدينة من تطوير وتصنيع القمرين الصناعيين «سعودي سات 5أ» و»سعودي سات 5ب» في معاملها بأيادٍ وطنية، حيث سيتم الاستفادة من هذين القمرين في تزويد الجهات الحكومية بالصور الفضائية عالية الدقة التي تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وذلك لاستخدامها في شتى مجالات التنمية الوطنية. وسيتم إدارة وتشغيل هذين القمرين من محطة تحكم متطورة تقع في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض.
الجدير بالذكر، أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية سبق وأن أطلقت 13 قمراً صناعياً سعودياً ما بين عامي 2000 و2017م، كما شاركت في تنفيذ تجارب علمية في الفضاء الخارجي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وجامعة ستانفورد من على متن القمر سعودي سات 4 في عام 2014م، وكذلك شاركت في مهمة (تشانق أي 4) بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية في عام 2018 لاستكشاف القمر.
تصريح خاص للجزيرة
وقال صاحب السمو الأمير تركي بن سعود رئيس المدينة في تصريح خاص للجزيرة عقب إطلاق هذه الأقمار.. هذا النجاح هو للوطن ونحن في المدينة نفتخر بهذا الإنجاز وافتخارنا هو في شبابنا وشاباتنا الذين هم وراء هذا التصنيع والذين عملوا على هذا المجال فترة.
وأكد سموه أن المملكة حققت نجاحات كبيرة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، حيث ولنا الآن إلى 15 قمراً صناعياً في مجالات عدة تهم المملكة وبمواصفات عالمية.. ونجد نجاحًا في تحقيق هذا العمل وبجودة عالية.
ونستطيع الآن الحصول على المعلومات التي تريده المملكة بالدقة المطلوبة.. من خلال هذه الأقمار التي تعمل بدقة عالية جداً.. ونحن سعداء بما تم تحقيقه.
وأوضح سموه أن هذه الأقمار صممت وصنعت بأفكار وأنامل سعودية 100%، وهي الآن تدار من قبل شباب الوطن، مؤكداً أن الإطلاق تم بالتعاون مع الصين ولكن الإدارة والتحكم والمتابعة سيكون لهذه الأقمار من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وبيَّن سموه أن مركز الأقمار الصناعية في المدينة تعمل فيه أكثر من 180 شخصًا من الكفاءات الوطنية.
وحول سؤال عن مراحل تصنيع الطائرات والأقمار العسكرية، أوضح سموه.. بأن زيارة ولي العهد وزير الدفاع للمدينة تؤكد حرص سموه على الوقوف على ما تقوم به المدينة في مجال الأبحاث والتصنيع العسكري، وقد وقف سمو الأمير محمد على مشاريع عدة منها تصنيع هياكل الطائرات.. والمدينة تعمل على تقنية الأقمار وتقنية الطائرات وعدد من التقنيات التي لها علاقة بقواتنا المسلحة.
وأشار سموه بأننا نهدف من هذه المشاريع إلى صناعة محلية تخدم الوطن وتطوير هذه التقنية بما يتواكب مع رؤية المملكة.
وأضاف سموه بأن للمدينة علاقات مع الدول المتقدمة في الصناعة ولابد أن يكون لنا علاقات.. ولدينا خطط ومشروعات لنقل هذه التقنية إلى داخل المملكة وفقاً ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان والحريصون كل الحرص على الاستفادة من الدول المتقدمة ونقل هذه التقنية من خلال الشباب والشابات السعوديين، مؤكداً بأن منهج المدينة هو الحصول على التقنية من حيث انتهى الآخرين ونعمل عليه والمملكة اليوم أصبح لها تعاون كبير مع كثيراً من الدول المتقدمة.
وحول تبني المبادرات والمشاريع لشباب وشابات الوطن أوضح سموه بأن المدينة ترحب بالمبادرات المتميزة وتدعمها وتشجع أصحابها ولدينا برامج في هذا التوجه وفقاً لرؤية المملكة 2030، فهناك مبادرات جاهزة مدروسة ولها دعم سخي من الدولة وبمتابعة شخصية من قبل ولي العهد.
وهي ليست أعمالاً فردية بل أصبحت عملاً منظمًا، وهي جزء من رؤية طموحة للمملكة لتشجيع الموهوبين والمتميزين.
وقال مدير مشروع الإطلاق المهندس طارق اليامي بأنه لم يواجه فريق العمل أي مصاعب لا في التصنيع ولا في التصميم ولا في إطلاق هذه الأقمار وأن جميع العاملين في التصنيع سعوديون 100% وفق معايير عالمية.
وأوضح المهندس مريع الشهراني بأن تصنيع هذين القمرين استغرق ما يقارب من 3 سنوات داخل معامل المدينة، وقد أجريت عليهما الاختبارات اللازمة قبل إطلاقهما، وأن المملكة تسجل إنجازاً رائعاً في مجال تصنيع الأقمار.. وأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة في مجال علوم الفضاء والطيران ولدينا فرص متعددة.
وأوضح د. طلال السديري المشرف على المشروع بأن التحكم سوف يكون من المدينة وأن هذين القمرين سوف يعانقان سماء الوطن ويوفران معلومات للاستشعار الكهرو عالي الدقة لخدمة العديد من القطاعات الحكومية ومعالجة وتخزين البيانات بسعة عالية في الفضاء وإرسالها إلى المحطات الأرضية في السعودية، وأن العمر الافتراضي للقمرين ما يقارب من 5 سنوات.
وبيَّن السديري بأن هناك تعاونًا مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» ومع وكالة الفضاء الصينية في مجال الأقمار الصناعية.