حميد بن عوض العنزي
لدينا صورة مشرفة قد لا يراها البعض مكتملة للأعمال الخيرية التي يقوم بها رجال الأعمال، وحقيقة أن هناك نقصًا في تدفق المعلومات عن تلك الجهود وإن كنا نجزم أنهم -لا يرجون إلا الأجر من الله- إلا أننا في المقابل نسمع من ينتقد ويتهم رجال الأعمال بعدم القيام بدورهم الاجتماعي من دعم للأعمال الخيرية وبرامج المسؤولية الاجتماعية. وهذا الانطباع -للأسف- سائد عند عدد ليس بقليل. وهنا نتساءل هل القصور من الإعلام أم من المؤسسات الخيرية بعدم الاهتمام بتقديم المعلومة، وأرى أن القصور من الجانبين.
تواصل معي المركز الإعلامي لمؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، بتقرير عن الجهود والإنجازات، وهي -بلا شك- من الجمعيات التي تزخر ببرامج عمل كبيرة، وهي إحدى المؤسسات المانحة التي تركز في جهودها على دعم المؤسسات غير الربحية المسجلة في المملكة في المجالات التعليمية، والاجتماعية، والصحية، والدعوية، والإعلامية، وبناء المساجد، وغيرها من أعمال الخير والبر المختلفة، وبالاطلاع على مشاريع الدعم نجد أنها بالفعل تعمل على دعم العمل الخيري الذي يتجاوز مجرد الصدقة إلى ما هو أعمق من برامج تتسم بالاستدامة.
مشاريع الدعم التي تقدمها المؤسسة بشكل مدروس وتغطي معظم أجزاء الوطن، هي واحدة من النماذج التي تؤكد تطور العمل الخيري إدارياً وماليًا ومنهجياً بشكل احترافي وبمنظور شمولي من حيث التنوع الذي يغطي الاحتياج ببرامج مبتكرة ذات أهداف واضحة ويستفيد منها أكبر عدد ممكن ليكون العائد نافعاً ومثمراً وذا أثر باقٍ، ومنهجية المؤسسة تحفز الجمعيات المستفيدة بتقديم برامج تتجاوز التقليدية إلى العمل المعتمد على الابتكار والذي بات اليوم هو سمة العصر. وأتمنى أن يكون هناك جهة تتبنى تقديم هذه النماذج الناجحة بعمل إعلامي رصين ينقل بعضاً من هذه الجهود الخيرة.