الثقافية – محمد المرزوقي:
اختتم يوم أمس الأول، «جائزة الشيخ عبدالله العلي النعيم لخدمة تاريخ وحضارة الوطن العربي»، أعمال دورتها الثانية، في القاهرة، التي تقيمها بالتعاون مع اتحاد المؤرخين العرب، حيث رعاها في دورتها الأولى المهندس علي بن عبدالله النعيم، فيما رعى هذه الدورة الدكتورة نورة بنت عبدالله النعيم، بحضور رئيس اتحاد المؤرخين العرب، والعديد من أعضاء الاتحاد من مختلف الدول لعربية، الذين قدم العديد منهم على مدار يومين العديد من الدراسات والبحوث التاريخية في المحاور المعدة لهذه الدورة. وقد كرمت نورة النعيم المؤرخين الفائزين في فروع الجائزة لدورتها الثانية، حيث فاز في فرع الجائزة في مجال (التاريخ السياسي للوطن العربي)، الدكتورة آمال حامد زيان، وذلك عن بحثها: «الامبراطور نقفور الثاني فوقاس على جزيرة صقلية»، كما فاز في هذا الفرع من الجائزة المؤرخ محمد السيد فياض، عن بحثه: «ملامح التعامل الإداري بين كنيسة الإسكندرية والسلطة الإسلامية في مصر في عصر الولاة في ضوء المصادر القبطية».
أما في الفرع الثاني من الجائزة عن (التاريخ الحضاري للوطن العربي)، فقد فاز بها عادل محمد غباشي، عن بحثه: «توفير المياه لمدينة جدة خلال المدة من 1889 حتى 1925؛ كما فاز في هذا الفرع الدكتور أحمد صالح عبد الغني، عن بحثه: «الزواج في الأندلس: دراسة وثائقية من كتب النوازل».
وفي حديث للدكتورة نورة النعيم، لـ «الثقافية»، عن أجواء الجائزة في دورتها الثانية قالت: الجائزة بحمد الله تحقق نجاحات متواصلة، وماضية في تحقيق أهدافها التي اختطتها لخدمة تاريخ وحضارة الوطن العربي، التي جاءت انطلاقاً من إيمان والدنا، وأبنائه في الإسهام المجتمعي من خلال هذين البعدين: التاريخي، الحضاري، لمختلف البلدان العربية، وذلك بعد أن انفقت مع أشقائي تجاه (مسؤوليتنا الاجتماعية) في بعد عربي، ولكوني عضواً في اتحاد المؤرخين العرب، فقد رأيت أن تكون هذه الجائزة تحت مظلة الاتحاد لما له من إسهامات أيضاً في هذين البعدين، ما جعلنا نصل بفكرة جائزة تصل إلى المستوى العربي باسم والدنا (عبدالله النعيم)، وتكون أيضاً في طموحاتها بهذا الحجم من خلال التخطيط لها، وإعداد اللوائح المنظمة لها، ومن ثم وصولنا إلى رسم أهداف الجائزة التي نجحت في تحقيقها منذ انطلاقة النسخة الأولى منها.
وعن أجواء التفكير في هذه الجائزة قالت د.نورة: جاءت لتلاقي اهتماماً مني ومن أشقائي، اقتداء بالاهتمام الذي وجدناه في والدنا، وخاصة من خلال نشاطه وإسهاماته عبر (معهد المدن العربية)، ومن خلال حثه الدائم لنا تجاه الإسهامات المجتمعية في العديد من ساراتها الخيرية والاجتماعية والثقافية، ما جعل من هذه الفكرة أحد الأفكار التي تحولت إلى مشروع تبنينا القيام به إيماناً منا بقيمة هذا المشروع التاريخي الحضاري للوطن العربي، وتقديراً منا أيضاً لإسهامات والدنا في هذا المجال تحديداً، ما جعلنا ندخل هذه الفكرة في نقاش عائلي أثمر عن الانطلاق في تنفيذ الفكرة، حيث قمت بعد ذلك بإعداد لائحة الجائزة التي أسهم معي فيها الدكتور أحمد الزيلعي، حيث قمت وأشقائي بعمل مراجعات نهائية لها في الإعداد والتنفيذ، ومن ثم الشروع في تنفيذها.
أما (المؤرخة السعودية)، ومدى حضورها في المجالات البحثية «الميدانية»، قالت د.نورة: لدينا مؤرخات سعوديات متميزات في البحث التاريخي، سواء على مستوى البحث المنهجي من خلال الجامعات التي ينتسبن إلى أقسامها، ومن خلال البحوث الميدانية التاريخية والآثارية، التي قمن بها (ميدانياً)، ما جعل المؤرخة السعودية حاضرة ومساهمة بأبحاثها ودراساتها الميدانية في الحركة التاريخية والآثارية التي تشهدها المملكة، مؤكدة في هذا الجانب أن إطلاق جائزتين باسم والدها جائزة تختص بتاريخ المملكة، وأخرى تختص بتاريخ وحضارة الوطن العربي، جاءت تأكيداً على هذا الدور الحيوي المهم للمؤرخين والمؤرخات والمهتمين بالدراسات التاريخية والحضارية في مجالات الجائزتين، مختتمة حديثها بأن الجائزتين ستشهد العديد من الأفكار والرؤى التطويرية التي ستزيد من التعريف بالجائزتين والتواصل مع المؤرخين والمؤرخات في الوطن العربي، بما ينعكس على إثراء الحركة التاريخية والحضارية والآثارية، التي بدورها ستسهم بدورها في تحفيز الباحثين وتعزز مسيرة البحث والمعرفية في مختلف مجالات تاريخ لوطن العربي.