علي الخزيم
لا يستطيع مراقب من خارج المملكة العربية السعودية أو على الأقل من خارج حدود منطقة الخليج العربي أن يقيس (بدقة) مدى تعلّق الشعب السعودي بقيادته ومدى التصاقه بأرضه وترابه الوطني، ومقدار اعتزازه بقيمه العربية الأصيلة وتمسكه بتعاليم الشرع الحنيف، ويقينه أن ولاة الأمر بهذه البلاد الطاهرة - بتوفيق الله - هم خير من يحث على التمسك بهذه المبادئ الكريمة والمثل العليا التي نتوارثها عبر قرون من الزمن، ومما يبعث على حب المواطن لقيادته ما يراه ويلمسه من العدل والتمسك الصادق بالعقيدة الإسلامية السمحة، والحرص على بناء المواطن كأساس للتنمية والتقدّم الذي ينشده حكام المملكة الأفذاذ، ومما يجسد هذه المشاعر النبيلة المتبادلة بين القيادة وعامة شعب المملكة ما شاهدناه كنموذج ناصع من خلال احتفاء المواطنين بقياداتهم خلال الزيارات الملكية الكريمة مؤخراً لعدد من مناطق المملكة، وما عبَّروا عنه من حب وتوقير وتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - وصحبهما الكرام، وهي سجية ومحمدة للشعب السعودي الكريم تجاه القيادة والوطن لا تقطعها الأيام والسنون، بل هي ملازمة له سائر وقته، فيشعر أن كل أيامه أعياد واحتفالات مع قيادته الصالحة المخلصة له، وتتجدد هذه المشاعر مع كل ذكرى عطرة للبيعة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه ورعاه-، مما لا يدع مجالاً للقياسات المعتادة بمثل هذه الاحتفالات، إذ إن خصوصية العلاقة هنا بمملكة العزم والحزم تختلف عن القيم الأخرى من علاقات حاكم بمحكوم، حيث تبايُن القيم والبيئة والمفاهيم هناك عنها هنا بما يعنيه الارتباط الحميم بين هرم القيادة وعامة الشعب!
(المواطن أساس التنمية): دأب قادة المملكة الكرام وحكامها وأمراء المناطق على التأكيد دوماً على هذا المبدأ، فالمواطن مرتكز التنمية وأُسُّ نهضة البلاد، وكل المشروعات الحضارية التنموية إنما جاءت من أجله ولرفاهيته وأمنه واستقراره، وما على المواطن سوى إدراك هذه المضامين الخيِّرة والمقاصد التي يرمى إليها ولاة الأمر فيرعاها بالحب والوفاء والإخلاص للقيادة الساهرة على راحته وطمأنينته، ولإعلاء شأنه بين الأمم، وأن يحافظ على هذه المقدرات والمكتسبات التي منحها الله له ولبلاده وإخوانه المواطنين، فلا يمكن أن يرتقي شعب ما لم يكن العضد والعون المخلص لدينه وقادته ومبادئه وأهله وتراب وطنه.
وتزداد - ولله الحمد - مظاهر البهجة والأفراح مع مرور الزمن بمجمل مناسباتنا واحتفالاتنا الوطنية مما يبرهن على وعي المواطن بأهمية التعلّق بالأوطان؛ ومن لوازم ذلك التمسك بالقيادة الحريصة على خير هذا المواطن وسمعته ووحدته وعزته وشموخه بين بلاد العالم المتحضّرة الراقية، فهنا يبرز الفرق بين يد تبني ويد تهدم، وبين قيادة تنشد الحق والخير لشعبها وبين طغمة فاسدة تنشر الدمار والخراب والإرهاب بالمعمورة.
المواطن السعودي أدرك علو شأن وفكر قيادته ومدى حكمتها وعظمتها فسار خلفها وبجانبها محباً محيطاً بها شغوفاً ببقائها محافظاً على صيانة كل ما يحفظ البلاد والعباد ويعلي شأن قيادته الملهمة، (الجحود صفة الخونة والمأجورين والعياذ بالله).