هالة الناصر
تمثِّل ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فرصة طيبة لكل أبناء المملكة، ليعبروا من خلالها عن عميق ولائهم وخالص تقديرهم وحبهم لهذا الوالد القائد الذي شاءت الأقدار أن يتولى قيادة الأمة قبل أربع سنوات، حاملا على عاتقه مهمة قيادتها نحو المستقبل وتحويلها إلى دولة عصرية تنافس كبرى بلدان العالم. فعبر أربع سنوات -وهي وقت قصير نسبيا في حياة الشعوب- استطاعت السعودية تحت قيادة الملك سلمان -حفظه الله- أن تخطو خطوات واسعة وجريئة على طريق التطور والانفتاح على ثقافات العالم المختلفة، حتى بات الزائر للسعودية هذه الأيام يرى ويلمس تغيرًا كبيرًا وجذريًّا، يكشف حجم الإنجاز الذي خلفته سياسات وقرارات القيادة الرشيدة. وكان هذا التطور شاملا جامعًا، فلم يتقصر على مجال دون آخر، بل جاء بأمطار الخير ليزرع النماء والمستقبل في كل ربوع المملكة بمختلف قطاعاتها ومجالاتها المتشعبة، وليجعل منها قوة دولية بات يحسب لها ألف حساب في مختلف المحافل الدولية، وينتظر المجتمع الدولي مواقفها وتصريحاتها وردود أفعالها إزاء الأحداث العالمية ليعرف إلى أين سيتجه العالم.
الخطة الشاملة التي وضع أسسها الملك سلمان، دارت حول نقطة ارتكاز لم تحد عنها أبدًا، وهي المواطن السعودي، فكانت الأوامر الملكية منذ ذلك التاريخ تصب جميعها بشكل أو بآخر في صالح المواطن وتسعى لتفجير طاقاته الكامنة والاستثمار في قدراته ومهاراته بعد منحه تعليمًا لا يختلف عن أي نظام تعليمي في بلدان العالم المتحضر، بهدف جعل هذا المواطن عنوانا لبلاده في الخارج ونموذجا مشرفا يحتذى به في العالم العربي.
وعلى الطريق ذاته يسير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ساعد والده الأيمن في تحقيق هذه النهضة الشاملة في السعودية، ورافع لواء التحديث والتجديد، الذي وضع كل تفاصيل خطة النجاح بروح وطموح وجرأة الشباب.
فهنيئا لأبناء الوطن بمليكهم وولي عهده، الذين شاء الله أن يتوليا المسؤولية في وقت كانت المملكة في أمس الحاجة فيه إلى قيادة رشيدة تحمل حكمة الماضي وخبرته وطموح الشباب وتطلعاته، قيادة تسير إلى المستقبل دون التخلي عن أصالة الماضي وعمقها التاريخي.