سلمان بن محمد العُمري
اعتاد بعض الكتّاب أن يجعلوا في مقدمة كتاباتهم من مقالات وبحوث ودراسات أسئلة ومن ثم يجيبوا عليها ليصلوا إلى الحقيقة، ولكني سأخالف هذه القاعدة في هذه المقالة وسأشرع في عرض الجواب قبل السؤال لأن الحقيقة معروفة، وأقول: «إن هذه البلاد المباركة لا يغمط حقها ولا ينكر فضلها ولا يسيئ إليها إلا حاقد أو جاحد».
ثم أعود للسؤال المطروح أو الأسئلة المطروحة، وجميعها ستتصدر بكلمة (لماذا)؟!.
- لماذا يُبخس حق المملكة العربية السعودية وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين، ويُفخم جهود البعض التي لا تصل إلى ما نسبته 1 % مما قدمته المملكة..؟..
- لماذا لا تبرز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة قضية فلسطين طوال العقود الماضية؟.. ولماذا لم يبين أن المملكة العربية السعودية هي الرقم (1) في دعم القضية ومساندتها؟..
- لماذا لا يُذكر أن المملكة العربية السعودية هي البلد العربي والإسلامي الوحيد، بل في العالم الذي لم يستقبل يوماً في أراضيه مسؤولاً إسرائيلياً؟..
- لماذا لا تُظهر وسائل الإعلام الإقليمية والدولية جهود المملكة في المجالات الإغاثية والإنسانية، وما تقدمه من عون ومساندة ومساعدات في الأزمات والكوارث، والمعونات الإنمائية للدول الشقيقة والصديقة؟..
- لماذا تختلق الأكاذيب والافتراءات على بلادنا والطعن فيها من قبل المفترين والحاقدين ومرتزقة الإعلام؟ ولماذا لا يتصدى لكذبهم بعض الإعلاميين الذين لا نراهم إلا في المناسبات؟!.
- لماذا يُسكت عن الدول والجماعات التي تسعى إلى تدمير البلدان العربية والإسلامية وتسعى إلى تشويه مبادئ الإسلام من نفوس أبنائه، ونشر الكثير من المبادئ الهدامة والأفكار المعادية للإسلام وصرفهم المسلمين من كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولماذا لا يقدر دور المملكة في التصدي لهؤلاء وحرصها على حماية بلدان المسلمين من شرهم؟..
- لماذا يغفل الإعلاميون في المؤسسات أو عبر التواصل الاجتماعي متانة الاقتصاد السعودي وقوته على الرغم من التغيرات العالمية والتأثيرات الاقتصادية الكبيرة على مستوى العالم؟..
- لماذا يحجب البعض تفوق شبابنا وفتياتنا وتفوقهم علمياً وعملياً في الداخل والخارج، وتميز أبحاثهم في المحافل الدولية، ولا يظهر سوى الجانب السلبي لأفراد لا يمثلون الصورة الإيجابية العامة لبلادنا ولشبابنا؟..
- لماذا تنكر جهود المملكة في المصالحات وإصلاح ذات البين في فلسطين ولبنان والعراق والصومال وأفغانستان، أو إصلاح ذات البين في العلاقات الثنائية بين الدول الشقيقة والصديقة؟..
- ولماذا تلام المملكة العربية السعودية وحدها دون غيرها حين تعثر بغلة في الشرق أو في الغرب وينسى في الوقت نفسه جهودها وما تبذله من أعمال في البذل والعطاء وإصلاح الفرقاء وحماية الأشقاء والأصدقاء من الاختلاف والفكر السلبي وسعيها دائماً إلى الجمع على نقاط الالتقاء ووحدة الصف وجمع الكلمة؟..
- لماذا يغفل الكثير عن الحركات الباطنية والهدامة التي تسعى إلى تشويه العقيدة الإسلامية وتخرج الإسلام من مقاصده النبيلة وتنتقص الصحابة الذين هم خير القرون ويشككون في الوحيين، ويخالفون ما هو معلوم من الدين بالضرورة، ويشاد بهم عندما يتحدث بعض رجالهم بإعلام زائف، ويخدعون الأمة بشعارات كاذبة رغم ما أحدثوه من بلبلات فكرية ونقائض عقدية وكوارث أمنية في بلاد المسلمين؟..
- لماذا لا يشارك البعض المملكة وخاصة من العلماء والمفكرين في التصدي وفضح المناهج الفاسدة والجماعات المضللة وتبصير المسلمين بمخاطرها على الأمة وعقيدتها ولاسيما بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال والبث الإعلامي المباشر؟..
لا جدال أن المملكة العربية السعودية ليست كغيرها من الدول، وهذا ليس عنصرية ولا استعلاء ولكن أعمالها وجهودها، والرسالة التي تقوم بها جعلها تتبوأ مكان الصدارة والريادة في العالمين العربي والإسلامي، ولها الثقل الدولي سياسياً واقتصادياً وقبل ذلك دينياً، مع أمر مهم وهو الاستقرار الداخلي واللحمة الوطنية بين الشعب والقيادة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وهذا مما يغيض كل عدو وحاسد وكل متربص وحاقد، وهؤلاء لا يريدون لنا الخير، ولا الاستقرار فضلاً عن الريادة والصدارة فإن رأوا خيراً جحدوه، وسعوا في خلق الأكاذيب والافتراءات، ولكن مسالكهم وحيلهم لم ولن تنطلي. قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} .