فهد بن جليد
كل مرة أدخل إلى فندق أو وزارة في هذه الأيام، ويبدأ الأخ (السكيورتي) بتفتيش (شنطة) سيارتي, ابتسم في وجهه على طريقة (استر علي الله يستر عليك), ليبُادلني الابتسامة بغمزة على طريقة (الله يعينك على نفسك), والسبب محتويات (الشنطة), فقد نقلت جزءاً من مهام وخدمات (دولاب) غرفة ملابسي, إلى (شنطة) السيارة بشكل مؤقت, وأصبحت سيارتي مليئة بالملابس الشتوية والمعاطف والبجامات الثقيلة, جنباً إلى جنب مع الملابس الصيفية و(السراويل والفنايل) الخفيفة على طريقة (عفش المطلَّقة), تحسباً لأي تغيّر مفاجئ في الجو - أسأل الله أنَّ ما يُصيبنا صيفاً وشتاءً (تكفير ذنوب) - كما أسأله جلَّ في علاه أن يهدي الضال من (خبراء الطقس) إلى جادة الصواب ويُنير قلوبهم وعقولهم بالعلم والفهم, ويفتح عليهم ببصيرة أو يرزقنا سكوتهم ويكفينا شر توقّعاتهم (المضروبة).
من السهل أن تُصبح (خبيراً في الطقس) مثل هؤلاء النفر خلال 48 ساعة وبثلاث خطوات فقط, في البداية عرِّف عن نفسك واكشف موهبتك (بإرسال) توقّعاتك اليومية على هواتف أصدقائك وأقاربك, عندها ستُصبح مرجعاً لهم, وسيسألونك عن التوقّعات في الأيام المقبلة مع التقلّبات الجوية, وهكذا (دواليك) ستُصبح خبيراً تظهر علينا في وسائل التواصل والإعلام (لتغث) خلق الله مثل غيرك, المسألة لم تعد مُعقدة كالسابق, المواقع والحسابات العالمية تزوّدك بكل شيء مع صور الأقمار الصناعية وبرسوم رمزية, متى ما تمكنت من فكِّ بعض شفراتها ورموزها, لتمنحك دقة عالية حول الطقس في أي بقعة من العالم, وهذا لا يُقلِّل من أهمية هذا التخصص (كعلم) له كامل الاحترام والتقدير, ولكن الدخلاء والطفيليين حتى من بعض من درسوه تركوا لنا هذا الانطباع.
من وجهة نظري الشخصية، بعض خبراء الطقس لدينا أشبه (بالمُنجِّمين) بسبب كثرة توقّعاتهم وقراءاتهم الخاطئة، مُتابعة مثل هؤلاء تُصيبك بالكبت والهم وتجلب البؤس وضيقة الصدر، انظر لسيارتك فإذا كانت مليئة (بالخلاقين) مثلي، فتوقف عن مُتابعتهم فوراً وتخلَّص من همِّهم.
وعلى دروب الخير نلتقي