ميسون أبو بكر
جنود الحد الجنوبي كانوا الأقرب لبوصلة القلب تلك الليلة التي ضمتنا فيها جازان بدعوة من ناديها الثقافي الأدبي في ندوة عن الفن في مواجهة الإرهاب، فلوحنا بكف القلب إلى المرابطين من أبناء هذا الوطن الآمن الذين نذروا الحياة والروح فداءه.
جازان التي احتفي بنا أدباؤها ومثقفاتها في ليلة عبقت بشذى حديثهم وبالفل والكادي وحفاوة أهلها الذين ودعونا بما استقبلونا به.
الفن الذي انتصر على الإرهاب كان أحد فرسانه حاضراً في الندوة التي تجاوزت الساعتين دون أن نشعر بثقل خطى الوقت الذي مرَّ سريعاً في حضرة الحوار والكلام الشجي والذكريات التي دخلت في إطار مقارنة الماضي بالحاضر، حيث أخذنا الفنان عبدالإله السناني لذاكرة طاش ما طاش، ثم سيلفي وبقية الأعمال التي ناقشت الإرهاب.
الفنان المسرحي فهد ردة الحارثي الفارس الثاني في الندوة أخذني لذاكرة وهران وعنابة والموقار في العاصمة الجزائرية، حيث التقيت به لأول مرة قبل عشرة أعوام وسحرتني الأعمال المسرحية كما الحاضرين في القاعات الذين صفقوا طويلاً لأبي الفنون (المسرح).
لم أتخط في ورقتي الحديث عن رؤية 2030 التي كانت في مواجهة حاسمة مع الإرهاب من خلال النشاطات التي خصصتها للشباب وفعاليات الترفيه وفتح آفاق جديدة لعمل الشباب وملء أوقات فراغهم وغرس القيم الجمالية في نفوسهم لإبعاد خطر الإرهاب من تفكيرهم والذي يخلق في العقل الخمول والموت الفكري الذي حاربه العالم بالفن لأنه الطريق الأقرب للعلاج رغم أن الأعمال الدرامية التي تحدثت عنه لا تزيد عن عشرين عملاً كان أشهرها «الإرهاب والكباب» لعملاق السينما المصرية عادل إمام.
الإرهاب الفكري الذي هو أشد خطراً وفتكاً بالمجتمع والذي يحتاج لأدوات جديدة لمواجهته كان حديث تلك الليلة الساحرة التي بدأت بلقاء الأدباء والمبدعين في جازان من الجنسين، وانتهت بعشاء من أطباق شعبية للمنطقة التي تشتهر بالحنيذ والمغش الذي سمي على اسم الإناء الذي يطبخ فيه وهو يشبه الفخار.
انهالت علينا أكاليل الفل التي طوَّقنا بها أهل جازان وحملناها معنا للرياض كتذكار يعبق بتلك الديار، وقد طربنا لأحاديث أهلها وإبداع نسائها الذين رتب رئيس النادي الشاعر حسن الصلهبي لقاء بهم سبق الندوة.
تحية للشاعر أحمد الحربي والمثقفة خديجة ناجع والفنان علي ناجع وكل من حضر لمشاركة ليلة ثقافية بامتياز في أحضان جازان التي يحدها القلب من كل الجهات.