خالد الربيعان
في نهاية العام -كل عام- نحب أن نعرف حصاد الماضي القريب، بشكل شخصي وجدت حدثاً مهماً قريباً إلى قلبي بحكم أنه الأقرب إلى مسقط رأسي مدينتي الصغيرة والجميلة الشيحية... إنها البكيرية، وناديها الذي كان يُعرف بنادي الأمل، وما أحدثنا فيه من تغيير كأبناء المنطقة، ليتحول من نادي الأمل لنادي البكيرية الرياضي.
كتبت من قبل عن أهمية تغيير اسم النادي وشعاره، وكيف أنه يعد بمثابة تحول للأفضل وكأنه ناد جديد، نادي الأمل تغيَّر اسمه لنادي البكيرية، مع تغيير الشعار لآخر مواكب لعصر الاحتراف والتسويق والاستثمار الرياضي، وسهولة التداول رقمياً على منصات التواصل الاجتماعي.
الجميل أنه من بدايات البدايات قامت إدارة النادي عبر منصة مثل تويتر كانت تعرض اختيارات لأسماء النادي للاستقرار على أحدها، كان الجمهور ومشجعو ومحبو النادي طرفاً مشاركاً ورأيه كان فاصلاً، وبعده مصادقة الجمعية العمومية للنادي على المقترح المقدَّم لتطوير هويته التي أصبحت حقيقة فيما بعد.
بعد مرحلة الانتقال لهوية جديدة، حاولنا تطبيق إستراتيجيات محفّزة للاعبين والعاملين بالنادي، نريد الانتقال من مرحلة البدايات الخجولة ومراحل الهواة أو بدايات الاحتراف: لمرحلة أكثر احترافية، وأكثر شهرة، بالفعل انتقل هذا الفكر للاعبين والجهاز الفني والعاملين بالنادي، مع التواصل مع أعضاء الشرف ومحبي النادي بالبكيرية...ثم..
كانت النتيجة المبدئية والتي أثلجت الصدور هي صعود نادي البكيرية من الدرجة الثالثة إلى دوري الدرجة الثانية، ليتم استقطاب مدرب كفؤ على رأس الإدارة الفنية، ولاعبين محترفين بعد الصعود للدرجة الثانية على قدر الطموح المرسوم، بالإضافة لأركان الفريق الفنية من اللاعبين القدامى المميزين.
تكاتف أهل المنطقة مرة أخرى مع بعض كبار رجال الأعمال المعروفين للمدينة، وهي ميزة قوية للنادي، تتشابه مع حالة نادي الفيصلي بحرمة الذي كتبت عنه من قبل مقالاً منفرداً، وكيف أن أبناء النادي من تجار وأصحاب شركات تكاتفوا حوله وما زالوا كأعضاء شرف، ويدعمون النادي في صفقات اللاعبين وغيرها من احتياجات النادي.
الأمر تشابه هنا كثيراً، وحتى قبل يومين كان آخر خبر عن نادي البكيرية هو ما نصه: أعضاء شرف البكيرية ينعشون خزينة النادي بـ(400) ألف ريال، وهي ليست المرة الأولى بالطبع، بل الدعم متواصل ومتواتر حتى الأيام الأخيرة، لا يفيد فقط في صفقات الفريق التي تجدها في استقطاب لاعبين من أندية هجر والأنصار والخليج والحزم والتعاون والأهلي الأردني، بل أيضاً في تطوير منشآت نادي البكيرية وبنيته التحتية، مواصلة العناية بأكاديمية الناشئين من الأطفال الصغار المتميزين.
دعوة من النادي الملكي!
نادي البكيرية هو النادي السعودي الوحيد الذي كان افتتاح مقره الرئيسي افتتاحاً ملكياً، على يد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله- بجانب تاريخ تأسيس يعود لعام 1962، إذن فهو أحد الأندية التي تستحق اهتماماً أكثر، و باستعراض الطفرة التي حدثت تطويرياً وفنياً ومالياً في نادي البكيرية أكون قد وجهت دعوة لأعيان منطقة البكيرية لمزيد من الالتفاف حول كيان مسقط رأسهم، وتطويره أكثر، لتحقيق هدف من الأهداف كان حلماً: وهو أن نرى النادي في جدول الدوري السعودي للمحترفين، وهو أمر ليس ببعيد، بل إن التطور الحادث في الفترة الزمنية القليلة السابقة مؤشر جيد.. ودافع للتفاؤل لأنه سينعكس على حراك المنطقة سواء كان حراكاً رياضياً أو ثقافياً أو اجتماعياً وأيضاً اقتصادياً.