د. عبدالرحمن الشلاش
لا شيء يعدل نعمة الأمن في الوطن. ما فائدة الثروات والصحة والعافية والقصور والدور في ظل انفلات الأمن وشيوع الفوضى وسيادة قانون الغاب؟ دون أمن حقيقي يتزايد خوف الإنسان على نفسه وأهله وممتلكاته. في غياب الأمن تتوقف حركة الحياة النابضة المتطلعة للتقدم والتطور والبناء. في ظل إزهاق روح الأمن لا صوت يعلو على صوت الرصاص، ولا لون يطغى على لون الدم.
الوطن السعودي آمن بفضل الله ثم اهتمام قيادته بأعظم مقومات الحياة وهو الأمن، وفي أحلك الظروف التي مرت بها دول المنطقة وكذلك دول العالم أجمع، وما زالت إلى اليوم تمر بموجات عاتية من الإرهاب ظل الأمن في المملكة العربية السعودية مضرب مثل على متانته وقوته نتيجة تلاحم القيادة والأجهزة الأمنية والشعب للوقوف صفا واحدًا أمام التحديات. أكد على عناية الدولة بمسألة الأمن كل قادة المملكة دون استثناء. هذه التأكيدات تكشف عن عناية فائقة بأمن الوطن والمواطن والمقيم و»أمان يا وطني أمان» عبارة تجسد واقعًا مطمئنًا ومريحًا يستوجب الشكر والعمل للمحافظة على هذه النعمة العظيمة التي يحسدنا عليها كل عدو ويغبطنا عليها كل صديق.
لم يكن لهذا الأمن أن يستتب بعد -توفيق الله- ثم حرص الدولة لولا يقظة رجال الأمن وتطهيرهم البلاد من كل من تسول له نفسه المساس بمقدساته ومكتسباته وسلامة مواطنيه والمقيمين على أراضيه. جهاز الأمن اليقظ بتوفيق الله لحماية الوطن وساكنيه مدعوم بكل الإمكانات المادية والبشرية لفرض النظام وسيادة القانون بمكافحة الجريمة وملاحقة أرباب السوابق والحرب على الإرهاب وتوجيه الضربات الاستباقية التي تباغت المجرمين قبل شروعهم في مخططاتهم الخائبة.
نعمة الأمن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا فهل نقدرها حق قدرها بالمحافظة عليها؟ دول كثيرة محيطة بنا، وأخرى بعيدة عنا أنهكها الخوف والجوع وانتشار الأمراض وتكاثر المجرمين واللصوص في غياب تام للأمن والأمان وفقدان السيطرة. من يقدر هذه النعمة؟ جاء في الأثر: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان» فهل يعي هذا من لا يقدر هذه النعم العظيمة؟