حمد بن عبدالله القاضي
حرصت قبل أن أكتب عن قضية الشركات المساهمة المتعثرة غير العقارية على أن أستوفي المعلومات عنها، وهل هناك إجراءات قادمة لوزارة التجارة والاستثمار أو غيرها بشأنها؟
لكن -مع الأسف- لم أستطع أن أصل لنتيجة؛ إذ تواصلت شخصيًّا مع الجهة المختصة بالتجارة لكن لم أستطع أن أصل للمسؤول عن هذه القضية، ثم طلبت من زميلي بمكتبي أن يتواصل، ولكن هو الآخر لم يجد أحداً بالوزارة يرد؛ فمكتب وكيل الوزارة للتجارة الداخلية يحيلك إلى مسؤول بإدارة الشركات التي لا ترد تحويلته على مدى يومين. وحتى مكتب الوزير عندما لم نستطع أن نجد أحداً تواصلنا معه، وطلبنا أحد مسؤولي المكتب، وأخذ مسؤول الاتصالات بالمكتب الرقم ليعطيه أحد المسؤولين فيه ليتصل بنا؛ ليساعدنا على التواصل مع الجهة المختصة، ولكن مضى أسبوع وهاأنذا أكتب المقال، ولا حس ولا خبر!
أعود لقضية الشركات المساهمة المتعثرة التي يتآكل رأس مالها على مدى سنين نتيجة الخسائر المتوالية، والمساهمون هم المتضررون، فضلاً عن مردود ذلك سلبًا على الاستثمار الداخلي وعلى الاقتصاد الوطني عمومًا.
الآن هناك شركات مضى عليها سنوات طويلة وهي لم تحقق شيئًا من أهدافها، ولم توزع ريالاً واحداً منذ قيامها.
وأضرب بذلك مثلاً: شركات مساهمة منذ تأسيسها وهي تترنح بمكانها.. فإلى متى تبقى هذه الشركات ومثيلاتها على هذا الوضع الذي يضر بالناس واقتصاد الوطن؟
إن المواطنين ينتظرون خطوة عاجلة، تقدم حلاً ناجزًا لتعثر هذه الشركات كما تم بالمساهمات العقارية المتعثرة التي نجحت الوزارة في حل تعثرها، وتم تشكيل لجنة تصفية لكل شركة مساهمة عقارية يثبت تعثرها، وقد حلت وتحل كثيراً من مشاكل هذه المساهمات. وقد وجدت هذه الخطوة الفاعلة تقدير وثناء المواطنين.
إن المساهمين بالشركات العامة المتعثرة ينتظرون مبادرة عاجلة من معالي وزير التجارة والاستثمار د/ ماجد القصبي الذي عُرِف عنه الانجاز بالمواقع الرفيعة التي شغلها، منها مبادراته المتميزة بوزارة الشؤون الاجتماعية, وكذلك بوزارة التجارة رغم قِصَر مدة توليه لها؛ فهناك أمور حققها بوزارة التجارة والاستثمار رغم أنه لم يمضِ عليه وقت طويل على تولي حقيبتها. والناس أيها الوزير المخلص بالانتظار بما يتعلق بالشركات المتعثرة.
وبعد:
قلت بنفسي عندما لم أجد أحداً بالوزارة يرد الصدى: ليت مسؤولي هذه الوزارة يقتدون بوزيرهم د/ ماجد القصبي الذي لا أذكر أنني تواصلت معه بشأن عام بكل المناصب التي تولاها إلاَّ وأجد منه سرعة التجاوب ومضيء الخلق.. وهذا ما بقي وسيبقى له وفقه الله.
* * *
=2=
علينا أن نعذر بدلاً من أن نعذل.
* أحياناً يطلب أحدنا من إنسان قضاء حاجة أو إنجاز أمر، ثم لا يتم، ويعتذر عن عدم إتمامه لأي سبب من نظام أو غيره.
البعض منا يعذل، لكن الأصح أن يعذر، بل الأجمل أن نشكر ما أبدى من اهتمام وحرص.. والحكيم يقول:
«إذا الصاحب إذا استقصى لك الجهد كله
وإن لمْ تنل قصداً فقد وجب الشكر»