عثمان أبوبكر مالي
مشهد متكرر في الرياضة السعودية نشهده دوما، ومنذ وقت بعيد ولايزال على حاله. يأتي بنفس التفاصيل والسيناريو وقتا بعد آخر، يحدث حراكا سلبيا، بل تأزما و(احتقانا) بين أطراف رياضية وفي المدرج السعودي الكبير الواسع والمتنوع!
ذلكم هو مشهد الحديث عن اللوائح والأنظمة عند حدوث (قضية) أو خطأ، أو حتى مجرد (اشتباه) في خطأ وقع فيه هذا النادي أو ذاك، فيتورط (غالبية) من يتعاطون معه بأحاديث إنشائية وآراء متغيرة يغلفها الميول ويسيطر عليها الرغبة في الحصول على قرار، وعلى الأقل التأثير على القرار المنتظر اتخاذه، من خلال خلق رأي عام يسيّر أو يحرك القضية نحو الاتجاه المقصود، ولا أقول الطرف الأقوى والأكثر تأثيرا!
آخر الإدلة على مثل هذا المشهد مايتم تناوله حاليا، بشأن قضية لاعب نادي الوحدة (علي النمر) بعد احتجاج نادي النصر على مشاركته في مباراة الفريقين (الدورية) وخسارته لها، ويطالب النصر بنقاط المباراة بحجة أن نادي الوحدة ارتكب (خطأ) بإشراك لاعبين مواليد في المباراة (النمر وأحمد عبدو) حسب مايقول النصراويون، وهو مايعد (مخالفة) للوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم، في حين أن الرد الوحداوي يؤكد أن الأمر مختلف واللاعب (قُيّد) في كشوفات الفريق (مواطنا) وهذا يعني أن احتجاج النصر باطل.
وفي انتظار القرار الرسمي يظهر السؤال مطروحا حول (لائحة) تسجيل اللاعبين المواليد في الأندية وبنودها، لكن الإجابات تأتي متباينة على هيئة (فتاوي رياضية) لاتستند على مرجع أو بند وإنما كلام مرسل ومعلومات (إنشائية) حتى من قبل بعض المتخصصين في النظم واللوائح، فلا أحد منهم (يجزم) بالمادة أو البند فيسكت (المجتهدين)!!
مثل هذا لايحدث كثيرا في قضايا وإحداث كثير من مجالات الحياة الأخرى، حيث غالبا يعرف (المخالف) النظام والعقوبة سلفا، أو يمكنه الوصول إليها بسهولة بضغطة زر أو سؤال وآراء المختصين في المجال.
ويبدو أن لوائحنا الرياضية (خاصة المتعلقة بكرة القدم) ليست مفهومة أو هي ليست واضحة في بعضها إلى درجة الجزم بها أو أنها وضعت (مطاطة) إلى حد إمكانية التلاعب بها أو تكييفها حسب الحالة واللون ؟
ولعل هذا هو تفسير كثرة (الفتاوى) مع كل خطأ (أو شبهة) خطأ رياضي!.
كلام مشفَّر
« في انتظار (الإجابة الشافية) من اتحاد كرة القدم والفصل في الاحتجاج لمصلحة صاحب الحق، على أن يعتمد ذلك على النصوص والبنود، وليس ارتفاع الأصوات أو سطوة الهاشتاقات!
« مرحلة الرياضة السعودية الحالية تتطلب ضرورة الالتفات إلى اللوائح والنظم الخاصة بها من قبل مختصين وقانونيين متمكنين ونشرها، خاصة في كرة القدم، ومايتعلق فيها بخصوصية (محلية) تم اعتمادها وفق المصلحة العامة، مثل هذه الخطوة لن تحدث إلا باهتمام مباشر من (هيئة الرياضة).
« عدم الخسارة حتى الآن في أي مباراة خارج ملعبه، واحتلاله المركز الرابع في ترتيب الدوري (بجدارة) يؤكد أن (الفرسان) لديهم الإمكانيات ليذهبوا بعيدا في منافسة الدوري والبطولات المحلية الأخرى ويحسب للعمل الهادئ (المنظم) لإدارة النادي برئاسة حاتم خيمي وفي صمت كبير.
« لم يحدث أن تعرض نادي الاتحاد (في تاريخه) أو حدث له مايعيشه فريق كرة القدم هذا الموسم، ومايتعرض له مسؤولوه ولاعبوه من إساءات و(طقطقة) من قبل المنافسين، بل ومن اتحاديين في نفس الوقت (!!) إلى درجة أن هناك من استكثر إظهار الفرح بتعادل حققه الفريق في الثواني الأخيرة من مباراته الأخيرة في الدوري.
« صحيح أن التعادل مع الحزم لم يعط الفريق سوى نقطته الثالثة بعد أحد عشرة جولة في الدوري، لكن الصحيح أكثر أن تلك الفرحة الهستيرية حتى وإن كانت لاتليق باسم وكبرياء وتاريخ العميد؛ إلا أنها كانت (مبررة) وهي ليست على النتيجة وإنما على بداية عودة فريق (طايح) في آخر ثواني مباراة على أرضه وبين جماهيره تأخر فيها في أول دقيقتين، ولو أن ما حدث فعله فريق متصدر لكان مبررا، فكيف بالمتذيل؟!
« يأمل الاتحاديون أن لاتكون تلك حالة وقتية وإنما (عودة) حقيقة واستعادة سلاح الفريق القوي في سنوات كثيرة مضت، وأعني (روح الاتحاد) التي افتقدها المدرج (الذهبي ) وكل اتحادي حقيقي نقي، نظرته للكيان وليس للأصنام.
« يخطئ الذين يعتقدون أن الحديث عن صفقات الاتحاد الشتوية (حاليا) أو حتى المطالبة بها تصب في مصلحته، المطلوب الآن أن تتضافر الجهود من أجل إنقاذ الفريق، ليس من الصحيح أن رجلا يغرق أمامك في البحر وأنت تحدثه عن رحلة (ملكية) غدا إلى الشمال أو الشرق!!