د. محمد عبدالله العوين
تسعى قناة «الجزيرة» من خلال الأبواق الإعلامية الرخيصة إلى الاختفاء خلف شعار كاذب تهاوى لحظة رفعه «الرأي والرأي الآخر» لتمرير أجندتها المكلفة بتنفيذها.
تم إنشاء القناة عام 1996م لتنفيذ مخطط صهيوني مرسوم لخلق الفوضى والاضطراب في الأمة العربية، وتأييد الحركات التخريبية، ودعم المنشقين والخونة، وتبني زعامات التطرف الديني وتسميتهم على غير حقائقهم؛ لدفع الجهلة والغوغاء إلى الالتحاق بهم؛ من قبيل «المجاهدين» و»الدولة الإسلامية» على عصابة «داعش».
ويعلم الباحثون أن انقلاب العاق «حمد» على أبيه «خليفة» لم يكن إشباعاً لشهوة في السلطة فحسب؛ بل إرادة صهيونية لتنفيذ مخطط مدروس ومهيأ منذ سنوات؛ ولكن يتم تنفيذه على خطوات قد تسرع وقد تتباطأ لتغيير المنطقة العربية؛ هوية وسياسة وحدودا وجغرافيا، وتمثلت الإشارات الأولى المبكرة في دراسات قام بها أكاديميون ومستشارون صهاينة وقدمت إلى دوائر عليا في مواقع صناعة القرار التي يهيمن عليها المتطرفون اليمينيون واليساريون في أمريكا وغيرها، ومن تلك الدراسات ما ألّفه أستاذ تاريخ الديانات والحضارات في الشرق الأوسط بجامعة واشنطن الدكتور برنارد لويس في كتبه التي نيفت على ستة عشر كتاباً.
وجل ما صنعه لويس يتركز على ضرورة إعادة رسم المنطقة وفق التكتلات الدينية والطائفية والعرقية، ومنح كل طائفة الإقليم الذي تتمتع فيه بكامل السيادة عن الوطن الأم - حسب زعمه - ووضع هو وغيره ممن يعتقد أنه سيستفيد من مخطط «الشرق الأوسط الجديد» برنامجاً عملياً لتنفيذ ذلك، ومن فقراته: تكوين وتنشئة منظمات المجتمع المدني التي ترفع شعار «الحقوق» وتطالب بـ «الحرية» وتدافع عن قضايا «المرأة» ونحو ذلك، ودعم المنشقين والخونة، واستقطاب وتبني تلك الحركات التي تضع ضمن أهدافها «التغيير» كجماعة «الإخوان المسلمين» ومنحها الأولوية في قيادة خطاب وحركات وتجمعات الفوضى من خلال إنشاء ما أسمته الجماعة «أكاديميات التغيير» وموّلتها ومنحته المقر دويلة «قطر» العميلة التي تحملت وزر خيانة أمتها وأشقائها الخليجيين على الأخص، وما أسمته «ملتقيات النهضة» ومن خلال نشاط الجماعة واصطفافها مع التيار الليبرالي وتيارات طائفية أخرى استقطبت مجاميع من شباب الخليج ورسمت لهم الأهداف ولقنتهم الشعارات وأعدتهم ليوم موعود.
وما تمارسه «الجزيرة» منذ إنشائها ليس إلا حلقة في هذا المسلسل الخياني الذي بدأ منذ اللحظة التي تم فيها انقلاب الابن العاق.
وليس الأراجوزات فيصل القاسم وجمال ريان وأحمد منصور وغادة عويس وخديجة بن قنه وغيرهم على اختلاف اتجاهاتهم إلا مرتزقة ينفذون الخطة الصهيونية لتدمير المنطقة العربية، وأول وأقوى دولة استهدفت بالخيانة هي السعودية حماها الله وأعزها، ولكن مساعيهم القذرة ارتدت عليم فتم احتلال قطر من الفرس والترك والإخوان، وسقطت الدويلة في أيدي الغرباء والمرتزقة إلى أن ينقذها الله على أيدي الشرفاء من أبناء قطر والأمة العربية.