م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - تمر المملكة بفترة تحولات عميقة وسريعة في مختلف المجالات.. فالاقتصاد لم يعد ريعياً بل تحول إلى اقتصاد إنتاجي.. والفكر لم يعد موجهاً يحكمه تيار واحد بل أُطْلق من عقاله.. وسوق العمل تغيرت هيكلته بشكل جذري.. وخطاب السياسة انتقل من النمطي المحافظ إلى المبادر الانفتاحي.. والفن لم يعد مصطلحاً ملوثاً بل إبداع تسعى الحكومة إلى دعمه وتحفيزه.. والخطاب المجتمعي والسياسي الخاص بالمرأة لم يعد «مكانَكِ تُحمدي» وأصبح: اخرجي من مكانك وشاركي في بناء الوطن.. والأعراف والعادات لم تعد مقياساً للصواب والخطأ بل أصبح الصالح العام هو المعيار.. وكفاءة الأداء لم تعد مربوطة بالحضور والانصراف بل بجودة الإنتاج.
2 - كل شيء في بلادي يتغير.. فبلادي لم تعد ذلك المسالم الوديع الذي يسامح ويتغافل.. وإذا غضب لا يرد الصاع صاعين بل يكتفي بإبداء عتبه.. لكنه لا يتوقف عن مد يد العون عند الغضب.. لم تعد بلادي ذلك الذي يدفع لسكوت أعدائه أو يُتَّهم بأنه يدفع لشراء ولائهم.. ولم تعد ذلك الذي يتبرع ويدعم دون موقف سياسي يتسق مع سياستنا في المحافل الدولية.
3 - التغيير مسَّ كل شيء في بلادي.. حتى جودة الحياة تم الالتفات إليها وإنشاء هيئة خاصة بها.. ومهمتها أن تجعل من الرياضة والفنون والمهرجانات والسياحة جزءاً من ثقافة أسرتنا السعودية بعد طول غياب.. لم يعد الترفيه إثماً يستعاذ منه بل أنشأت له الدولة هيئة أيضاً.. فسُمح بالسينما والمسارح والاحتفالات الشعبية والاستعراضات والمنافسات العالمية.. مع خطاب إعلامي يحث الناس على الاستمتاع بالحياة.
4 - بعض القرارات المصيرية لا يعي المجتمع أهميتها وتأثيرها على حراك المجتمع إلا بعد اتخاذها وتطبيقها ورؤية نتائجها.. ولعل النموذج الأبرز لمثل هذه القرارات في مرحلة التحول التي تعيشها بلادي هو إشراك المرأة في الحياة العامة.. ودمجها في منظومة العمل.. وعدم الحد من حركتها وفتح كافة المجالات أمامها.. لقد كانت القرارات التي اتخذت بخصوص المرأة تحولاً تاريخياً.
5 - عشنا ثمانين حولاً في أمن واستقرار وتنمية مستدامة وسط منطقة ثائرة تعيش قلاقل عنيفة سحقت مجتمعاتها.. وها نحن اليوم نخوض معركة تحول استباقية سوف تنقلنا إلى الأمام.. فالحمد لله أن معركتنا في بلادنا معركة ازدهار وليست معركة البحث عن الاستقرار.