د. حسن بن فهد الهويمل
لم أفاجأ برحيل الصديق والزميل الأعز الأستاذ / عبدالله الشهيل، رحمه الله، وتقبله، مع الشهداء؛ والصالحين، وجبر مصاب أهله، ومحبيه، ولكني حزنت على فراقه؛ إِذ كلما لقيته يتوكأ على عصاه؛ ويتحامل على جسمه، أيقنت أنه يغالب الشيخوخة، والمرض، وتمضه هموم دفينة، يسر لي ببعضها.
كان (أبوبدر) ملح المجالس؛ والسهرات الطويلة في أبهى الفنادق، داخل المملكة؛ وخارجها.
تولى إدارة الأندية الأدبية فترة طويلة، أيام كنت رئيساً لنادي القصيم الأدبي، فكان بحق الرجل المناسب في المكان المناسب.
لقد كان الداعم القوي، والمحايد الإيجابي الذي لا يتدخل في أعمال الأندية، وصلاحياتها.
وأكاد أجزم بأن فترة إشرافه من أفضل الفترات على الإطلاق
كان أديباً بكل ما تعنيه كلمة أديب؛ وكان مؤرخاً بالذائقة، وبالتخصص، وكانت له لمحات، وإضافات نتفق معه، أو نختلف، ولكننا نحترمه في الحالين.
عاش في المشهد الأدبي كاتباً، ومحاضراً، ومؤلفاً، وإدارياً، ولم يغب عن كافة الفعاليات على الرغم من ظروفه الصحية.
«أبوبدر» يغيب عنا جسماً ويعيش بيننا ذكراً حسناً بكافة أعماله:
(والذكر للإِنسان عمر ثانٍ)
ما نتوقعه من (نادي الرياض الأدبي) تنفيذ ندوة أدبية، يتبارى فيها زملاؤه، ومحبوه في تكريمه، وذلك من خلال دراسة منجزه الأدبي، والتاريخي، وطبع الأعمال في كتاب يخلد ذكره.
رحم الله أبابدر وأسكنه فسيح جناته. لقد فقدنا بفقده رمزاً أدبياً شهد، وأسهم، وترك أثراً طيباً.