سعد بن عبدالقادر القويعي
تزامناً مع ترؤس سمو ولي العهد - الأمير - محمد بن سلمان وفد بلاده في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين، تأتي جولته العربية الواسعة؛ لتشكيل فرصة مهمة لتعزيز الدور القيادي - إقليميا ودوليا - للمملكة، وبحث الملفات السياسية الهامة ذات الاهتمام المشترك في المنطقة، ومسار عملية السلام في المنطقة، - إضافة - إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض، وعواصم تلك الدول، والتصدي للنفوذ الإيراني المستشري في بعض الدول العربية، - وكذلك - ضرورة الإبقاء على المقاطعة التي تفرضها الرياض مع حليفاتها من الدول العربية ضد قطر.
عطفا على التحديات، والملفات الإقليمية المهمة، فإن جولة سمو ولي العهد السعودي تكتسب أهمية كبيرة في ظل توقيت الزيارات؛ كونه يمثل العالم العربي، كما يمثل المملكة العربية السعودية؛ باعتبارها على مشارف استراتيجية واحدة في التعامل مع قضايا المنطقة، والتي تحتاج إلى مثل هذا التنسيق على أعلى المستويات، فضلا عن تعزيز التوافق تجاه القضايا الأساسية، والتي تهم العالم؛ للوقوف صفا واحدا أمام التحديات التي الأمتين - العربية والإسلامية -، وإيجاد حلول لتلك الأزمات.
السعودية هي العضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين، حيث تمثل المنطقة في هذه القمة - الأكثر أهمية - سنوياً على المستوى الدولي، والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد العالمي، وتطويره؛ علاوة على إصلاح المؤسسات المالية الدولية، وتحسين النظام المالي، كما تركز على دعم النمو الاقتصادي العالمي، وتطوير آليات فرص العمل، وتفعيل مبادرات التجارة المنفتحة، - إضافة - إلى الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية، والدول الصناعية التي تتسم بالأهمية، والتنظيم؛ لمناقشة القضايا الرئيسة المرتبطة بالاقتصاد العالمي.
التسلح بموقف عربي موحد تقوده الرياض، دليل على إدراك الأهمية الاستراتيجية للسعودية، والتي فاض بها الكيل في مواجهة الأطماع الجيوسياسية لإيران - تحديدا - والعمل على استقرار المنطقة عبر كثير من الملفات الملتهبة التي تحاول إطفاء نيرانها - إضافة - إلى ضرورة إعادة التوازن للسوق؛ باعتبارها الحل الاقتصادي الصحيح، والذي سيضمن الاستدامة؛ كون المملكة تلعب دورا محوريا في هذا المسار الفاعل، والعمل على توازن السوق النفطية - كلها - بدليل أن الاقتصاد السعودي مؤشر مهم، وفاعل على استقرار مستويات الأسعار في المستقبل.