يوسف المحيميد
لفت انتباهي أحد مشاهير الإعلام الاجتماعي، وهم قلة من يلفت الانتباه، لكنني أحببت متابعته حيث يقدم كل تفاصيل الرياض القديمة، يتجول في أحيائها وقصورها المهجورة، ويستضيف كبار السن ممن عاشوا في هذه الأحياء، ويدركون جيدًا تحولات المكان، وأصل كل بقعة فيه، كيف كانت، ومن عاش فيها، وماذا أصبحت، وبذكر تاريخ كل ذلك.
ولعل المثير في الأمر هو عرض بعض القصور المهجورة منذ عقود، وقد تحولت إلى ملاعب للفتيان، وربما أوكار لغيرهم، بالرغم من أهميتها التاريخية، في المجالات الاجتماعية والإنسانية والثقافية والرياضية وغيرها، فماذا لو تولت هيئة السياحة مثلا، أو وزارة الثقافة، إعادة ترميم هذه القصور المهملة، ودوَّنت تاريخها العريق، وحياة ملاكها كرواد في مجالاتهم المتنوعة، وجعلتها متاحف معتمدة ومتاحة للزوار، خاصة في مدينة عريقة وضخمة كالرياض، تحتاج إلى عشرات، وربما مئات المتاحف، التي تضفي عليها الجانب الإنساني والثقافي، وهي الجوانب المهمة لأي مدينة في العالم.
هذه المدينة التي تسعى إلى إكمال جمالها، وهي تسعى إلى تحسين الحياة فيها، وقد قطعت خطوات جيدة في هذا الاتجاه، ستكتمل بالمترو، والمزيد من الحدائق العامة المميزة، بالإضافة إلى كل العوامل الثقافية المهمة، من متاحف ومسارح ودور سينما وقاعات للفنون وللموسيقى وغيرها، بهذا الشكل سيتحسن نمط الحياة في العاصمة الرياض، وتصبح أكثر جمالا، وتكتمل بجعلها وجهة أولى لكثير من الملتقيات والندوات والمؤتمرات والاحتفالات، خاصة أن كثيرًا من المدن التي جهزت بنيتها التحتية لمثل هذه المؤتمرات الإقليمية والعالمية، أضافت دخلا اقتصاديا مهما في موازناتها، وهو ما يجب التركيز عليه، خاصة بعد العمل على تعزيز القطاعات الاقتصادية غير النفطية.