محمد آل الشيخ
في قمة الدول العشرين الأعظم اقتصاديا كانت المملكة هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذه القمة. ومثّل المملكة وفداً برئاسة الأمير الأمل محمد بن سلمان ولي عهد المملكة، وكانت المملكة قبيل هذه القمة قد تعرضت لحملة إعلامية عدوانية قذرة لم تشهد لها مثيلا في تاريخها، من عدة أطراف، كل طرف له بواعثه ودوافعه. وقد توقع هؤلاء الأعداء أن تؤتي هذه الحملة الإعلامية المغرضة أهدافها، ويتم عزل المملكة وعزل الأمير الأمل عن بقية العالم، غير أن هذه القمة، وبشكل غير مسبوق، حققت للمملكة ولأميرنا الشاب عكس ماكانوا يتوقعون تماما، فقد كان بحق الأمير محمد نجم القمة بلا منازع، وتألق فيها كما لم يتألق أي زعيم آخر، الأمر الذي (خبص) أوراق المناوئين المتآمرين، وجعلهم بكل ما تحمله العبارة من معنى، يواجهون فشلهم بشكل واضح وجلي لا يخفى على ذوي البصر والبصيرة. قضية خاشقجي أرادوا منها أن تكون بمثابة قميص عثمان وأصابع نائلة لتحقيق أهدافهم وغاياتهم، إلا أنها زادت من قوته قوة ومن مكانته مكانة ومن حضوره حضورا لافتا لكل من تابع مجريات تلك القمة خلال اليومين اللذين انعقدا خلالها. ويمكن القول بكل واقعية إن الأمير محمد خرج من هذه القمة منتصرا، ومضيفا إلى قيمته السياسية قيمة، ومن حضوره حضورا، يشير بوضوح إلى أنه رجل المرحلة، التي تصقله التجارب، ولا تثني من هامته الشامخة الرياح.
لم يخسر مناوئوه فحسب، بل آبت رهاناتهم على تشويهه وتوريطه بخسارة جسيمة لهم، ستنعكس حتما عليهم في المستقبل، ما سيجعلهم يعضون أصابع الندم. المملكة منذ أن قامت وتأسست وهي تتعرض إلى مخططات ومؤامرات من الخارج خسيسة ودنيئة، لكنها دائما تخرج منها كما خرج الأمير محمد بن سلمان من هذه الحملة القذرة منتصرا. فالذي لا يدركه كثيرون، وأولهم دويلة قطر المجهرية، وكذلك دولة (العصملي) أردوغان الذي يحاول أن يُعيد عقارب الساعة إلى زمن دولة سلاطين بني عثمان، إضافة إلى جماعة الإخوان الإرهابية، أذناب الأترك، أن المملكة هي آل سعود، وآل سعود هم المملكة، ولا يمكن فصل هذا الكيان بهذا المعنى إلى شقين إلا بالقضاء على الكيان ذاته، وهذا ما يصر عليه سواء بوعي أو بدون وعي الأغلبية الكاسحة من السعوديين، ربما يعتريها أحيانا في بعض الفترات شيء من الترهل، لكنها لا تلبث إلا أن تعود قوية فتية تستعصي على كل من ظن أن بإمكانه أن يبتزها أو يُسخرها لأهدافه. وقوة المملكة ومكانتها يشهد بها عقلاء الأعداء قبل الأصدقاء، فالرئيس ترامب والرئيس بوتين والرئيس الصيني لم يتفقوا على موقف يكاد أن يكون متطابقا، تجاه مكانة المملكة إلا الموقف الذي اتخذوه حيالها في بيونس آيرس، وهو موقف واضح جلي وصارم أخرس كل من حاول أن يجعل من قضية خاشقجي سببا لتقزيم المملكة وإضعافها إقليميا وعالميا.
بقي أن أقول إن ما شهدناه من حمد بن خليفة وابنه تميم يجب أن يجعلنا نصر على عدم إقامة أية علاقات معهم من أي نوع كان، طالما أن سلالة حمد هذا يحكمون قطر، فيبدو أنهم جميعا بلا استثناء يتوارثون جينات الحقد والكراهية أبا عن جد، فلنضع بيننا وبينهم قطيعة أبدية لا تعرف التراجع ولا التنازل مهما كانت الظروف والمتغيرات حتى يتم اجتثاثهم من تلك الإمارة الصغيرة.
إلى اللقاء