أ.د.عثمان بن صالح العامر
الأجساد لها لغة قوية، وتوصل رسالتها بمهارة عالية قد لا تفي الكلمات حقها أحيانًا، وغالباً ما تكون هي اللغة الأكثر حضوراً في المناسبات الرسمية التي لها بروتوكولات خاصة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها، ولعل الإعلام الذي كان يرصد كل شاردة وواردة في مناسبة قمة العشرين التي أنهت أعمالها مطلع هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية نقل لنا أكثر من مشهد جمع بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين ورؤساء دول العالم الأول، كانت هذه المشاهد طعنة في خاصرة الأعداء الذين كانوا يتصيدون على رسول العرب الأوحد ولسانهم الناطق في هذه القمة العالمية ذات الخصوصية والتميز كما هو معلوم.
لقد تناقل المغردون مشاهد وصورًا لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان تعكس الاهتمام الكبير الذي حظي به من قبل قادة الدول الكبرى، وتنسف كثيراً من التكهنات والتخرصات التي كان يروج لها الإعلام المعادي زوراً وبهتاناً خاصة قناة الجزيرة التي ما فتئت تبث السموم وتكذب الأقاويل وتروج الشائعات وتلف وتدور، تلمح تارة وتصرح أخرى بغية النيل من بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، وموطن الرجال العظماء الذين كانوا وما زالوا حماة للدين وخنجراً في وجه أعدائه. ومع أن هذا ليس جديداً في تاريخ قطر البلد الذي يؤوي رؤوس الفتنة في المنطقة، ويسخر كل ما لديه من أجل زعزعة الخليج خدمة لإيران وفِي سبيل إضعاف خادمة الحرمين فإن الكيل طفح في هذه الأيام، وتجاوز الأمر منتهاه، ولَم يظهر في الأفق نية التعقل والرجوع إلى جادة الصواب للأسف الشديد، وهذا قد يجر الشرق الأوسط ككل لما يحلم به أعداء الملة ويخططون له منذ سنوات وعد بلفور المشؤوم لا سمح الله،
إننا في الوقت الذي نسعد لهذه الرسائل الإيجابية التي نقلها لنا الراصد الإعلامي حية على الهواء مباشرة من داخل قاعة لقاء قادة العالم في قمة العشرين نحزن أن يكون التعليق على هذه الرسائل الجسدية المعبرة سلبياً ومتحيزاً من قبل قناة ناطقة بالعربية، ولا تمثل بلادها سوى رقم هامشي في عدد الدول التي تقطن الكرة الأرضيّة، ولكن ما نقول إلا كما قال أبو الطيب المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
حفظ الله لنا قادتنا، وحقق آمالنا، وأدام مجدنا، ونصر جندنا، وحمى مقدساتنا، وأرضنا، وشعبنا الوفي، وألف بين قلوبنا، ووقانا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.