إبراهيم بن سعد الماجد
استوقفتني كلمات صادقة للصديق الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي مدير الشؤون الثقافية في هذه الصحيفة (الجزيرة) حيث قال:
(لماذا نؤجل بث آرائنا ومشاعرنا تجاه رموزنا العلمية والثقافية ثم نطلقها دفعة واحدة بعد وفاتهم؟ هل ليضيفها الورثة إلى التركة؟ ومتى يستبين من نحب الحب قبل فوات الوقت, وانطفاء الدرب؟)
هذا الكلمات كانت بمثابة الجرعة المنشطة لفكرة كانت تراودني منذ زمن, وهي الكتابة عن رموزنا العلمية والثقافية, وكنت أقول دائماً لماذا لا نعبر عن مشاعرنا تجاههم, وتجاه عطائهم في حياتهم؟! لأجد الصديق إبراهيم يشاركني الرأي ويدفعني للكتابة عن هذا الرمز الطبي العالمي الذي نال أعلى الدرجات العلمية, وكان أول طبيب سعودي يتخصص في القدم السكري, نال تقدير خاص من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما أوصى بتوظيفه بعد أن قابله ورأى قدراته العلمية الفائقة, فكان طبيب العيادة الملكية, بالإضافة إلى كونه استشاري في تخصصه بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض.
صلته بالملوك والزعماء لم تمنعه أن يزور كل محتاج إلى العلاج حتى لو لم يقدر على زيارته في المستشفى, يبهرك هذا الطبيب العالمي بتواضعه الجم, ويبهرك مرة أخرى عندما تعلم بأنه لم يستغل تخصصه النادر في فتح عيادة خاصة!!
في أمسية ثلوثية أحمد التويجري بمدينة بريدة تحدث هذا الرمز عن الوطن وما قدم له, وواجب الوفاء له ولأهله, لغته لم تكن إلا لغة الرجل الصادق في عطائه, المخلص لوطنه, المتفاني في خدمة أهله.
عبدالعزيز بن صالح القناص خريج جامعة بنسلفينا المتخصص في طب وجراحة القدم والكاحل, وحامل البورد الأمريكي في جراحة القدم والكاحل, وكذلك البورد في جروح القدم السكرية, والرعاية الأولية في طب القدم, والزمالة الأمريكية في جراحة القدم السكرية, ورئيس الأكاديمية الأمريكية في جراحة القدم والكاحل في منطقة الشرق الأوسط, والطبيب المقيم في جراحة القدم والكاحل بجامعة بنسلفينيا, هارفارد, تمبل.
نال شرف تكليف الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- له بأن يكون الطبيب الإستشاري لجراحة القدم والكاحل في العيادات الملكية, بالإضافة إلى عمله كاستشاري جراحة القدم والكاحل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض.
بفضل الله سبحانه وتعالى مئات المرضى الذين كان مقرر لهم بتر أقدامهم أو جزء منها, بعد مراجعته سلمت أقدامهم وعادوا أصحاء كما كانوا!
لا يرى أن البتر هو العلاج الأنجع لأمراض القدم السكرية, بل إنه يملك بإذن الله السبب لعدم بترها, ويرى وجوب إقامة حملات تثقيفية مركزة لسلامة القدم, وطرق العناية بها خاصة لمن يعانون من مرض السكري.
هذا الرمز الذي قد لا يعرفه الكثير من الناس المحتاجين لمبضعه يقول: أنا في خدمة أي مريض صغر أو كبر وفي أي وقت.
حفظ الله للوطن أبناءه وبناته المخلصين الصادقين.