صيغة الشمري
وسط ظرف عالمي استثنائي، اجتمع قادة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس للبحث عن حلول للأزمات الاقتصادية العالمية التي تلوح في الأفق، محاولين تجنب خلافاتهم وتبايناتهم بهدف الوصول إلى نقطة تلاق. وشكل الوفد السعودي الذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نقطة ارتكاز محورية في القمة، بالنظر إلى القيمة الاقتصادية والسياسية للمملكة العربية السعودية، التي يعرفها ويقر بها كل قادة المجموعة المشاركين في هذا المحفل الدولي، وظهر ذلك جلياً في اللقاءات الثنائية التي عقدها ولي العهد مع زعماء العالم وفي دوائر الحوار والنقاشات التي عقدت على هامش القمة، فقد باتت المملكة هي حجر الزاوية في السياسة الدولية العالمية التي أصبح الشرق الأوسط هو محورها الأساسي ومنبع أزماتها وحلولها، وفي ظل قيادة المملكة للمنطقة، سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الإسلامي، فقد أصبح دورها الجذري وقولها الفصل وموقفها النهائي من مختلف القضايا والإشكاليات الدولية، هو قلب الدائرة التي دارت حولها تلك النقاشات التي كانت ترسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي.
وبالرغم من أن قادة المجموعة التقطوا صورة جماعية تذكارية شملتهم جميعاً بلا استثناء، إلا أن تلك الصورة لم تستطع أن تخفي حالة الانقسام العميق حول عدد من القضايا بين قادة العالم، وهو ما استشعره الرئيس الأرجنتيني ماروريسيو ماكري، الذي حرص في كلمته على مناشدة القادة بأن التحديات العالمية تحتم عليهم العمل بشكل جماعي لحلها والبحث في مسائل التجارة الدولية والاستقرار المالي بهدف بناء مستقبل عالمي مشرق بلا فقر، وكان يلمح ماكري ما بين سطور كلماته، إلى الأزمة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وإلى الخلافات العميقة بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب خروج المملكة المتحدة وتأثير ذلك على اقتصادياتها، وإلى الأزمة التي بدأت تظهر ملامحها بين واشنطن والاتحاد الأوروبي حول التسليح وحجم الإنفاق عليه، بخلاف أزمة اللاجئين وكيف يمكن حلها في ظل استمرار العديد من الصراعات العسكرية المشتعلة خاصة في عدد من بلدان الشرق الأوسط،كل إنسان على هذه الأرض جلس خلف الشاشات ينتظر أن يخرج عليه هؤلاء القادة بحل يمنحه الأمل في غد أفضل، والسعودية هي عنوان هذا الأمل.