سعد بن عبدالقادر القويعي
في كلمته الرئيسة في ملتقى المواطنة الشاملة، المنعقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وبمشاركة شخصيات - دينية وفكرية وسياسية -، يأتي تأكيد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي - الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، على أن «المواطنة عقد - سياسي واجتماعي -، نجد تفاصيله الآمرة في أحكام - الدستور والنظام -. كما نجد روحه الوجدانية الملهمة طواعية في محاضن - الأُسرة والتعليم - التي عليها الرهان الكبير في تحقيق قيم المواطنة «؛ باعتبارها قضية حضارية، تظهر في - تقديري - أهمية التربية الأولى للإنسان في عملية تلقين المعايير، والقيم للأفراد، وذلك عن طريق الأسرة، والتعليم؛ من أجل صياغة شخصية المواطن، وتعويده على مقومات المواطنة الصالحة، والذي تقوم على ركائزهما برامج مؤسسات الوطن.
في سياق حركة المجتمع، وتحولاته، فإن الانتماء إلى مجتمع تربط أفراده مشتركات - اجتماعية وسياسية وثقافية -، سيتولد عنه موروث مشترك من المبادئ، والقيم، والعادات، والسلوكيات، التي ستسهم في تشكيل شخصية المواطن، ومنحها خصائص تميزها عن غيرها، - وبالتالي - المشاركة في كل ما يهم تدبير، ومصير، وبناء، وازدهار الوطن، - سواء - بدوافع ذاتية، أو بقناعات نابعة من الإيمان بأهميتها.
كما أن من الأهمية بمكان - أيضاً -، التأكيد على بقاء قيمة الانتماء للوطن فوق كل اعتبار، وهذا المنحى يستدعي الانتباه إلى الحاجة إلى بناء الروح الوطنية؛ لترسيخ قيم المواطنة الصالحة، التي ستجعل كل فرد عضواً صالحاً في مجتمعه - ولاء وانتماء وعملاً وسلوكاً -، فالوطن إنما يحسب بمجموع مكوناته - الاجتماعية والجغرافية والبيئية والبشرية -.
عندما يختط المواطن الصالح منهجاً فريداً في التعامل مع الواقع، وذلك من منظور واسع، فإن الرؤية الشاملة، والإستراتيجية الواضحة لمفهوم المواطنة، تؤكد على أهمية حب الوطن، وعدم خيانته، والدفاع عنه في أوقات - السلم والحرب -، وحمايته من الأخطار، وصد الشائعات عنه، وحفظ أمنه، واستقراره، والتصدي لكل من يزرع الفتنة، والفرقة فيه، والعناية بمصالحه العليا؛ مما يحقق احترام أنظمة الحكم الاجتماعية من غرس قيم، وسلوكيات، تقوم على معرفة معنى المواطنة، وحقوق المواطن، وما عليه من واجبات.