اللقاءات الدائمة المتكررة لصاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بأسر شهداء الواجب، ونقل تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- تعد ترجمة حقيقية على أرض الواقع للحمة الوطنية والتكاتف بين الراعي والرعية التي تزداد يوماً بعد آخر على الرغم من التحديات وسهام الحقد والضغينة التي يبثها الأعداء للطعن في الوطن وقيادته، ومحاولتهم زعزعة تلك الروابط المتينة التي لا يشوبها شائبة بين ولاة الأمر والشعب الوفي لدينه ووطنه وقيادته.
إن اهتمام الدولة - أيدها الله - بالشهداء وأسرهم ليس وليد اللحظة في ترتيب لقاءات مفتوحة مع ولاة الأمر بل هو امتداد لنهج ثابت في الرعاية والعناية، وهو ما يؤكده سموه الكريم في أكثر من لقاء، كما خصصت جهات تعنى بأسر شهداء الواجب أينما كانوا وأينما كانت مواقعهم وتحقيق متطلباتهم والتواصل معهم، والواقع يؤكد الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
نعم، وعلى الرغم من كثرة المشاغل والمسؤوليات لدى ولاة الأمر فإنهم لا يتأخرون في تخفيف الجراح ومواساة أهل الشهداء في لفتات إنسانية ومبادرات كريمة، ووقوفهم مع أسر الشهداء نوع من أنواع الوفاء الذي يأتي لتضيء مشاعل الأمل وتخفف لواهب الحزن، وتلكم الأعمال الإنسانية الجليلة تنطلق وفق أسس شرعية، ولا غرابة في ذلك.فالمملكة العربية السعودية (بلاد الحرمين الشريفين) قبلة المسلمين، ومبعث الرسالة المحمدية، ودستورها القرآن الكريم والسنة النبوية.
لن أتحدث عما قدمته الدولة للشهداء ولأسرهم، فبعضها معلوم للعامة وبعضها كثير مجهول تعرفه أسرهم، وهؤلاء الشهداء الأبطال من رجال الأمن الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله -عز وجل- وحماية للبلاد والعباد من المعتدين أهل الزيغ والفساد قدموا أرواحهم في سبيل الله ثم ليدوم - بإذن الله - الأمن في وطننا وهي نعمة عظيمة من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا.
نحسب أن هؤلاء الأبطال نالوا شرفاً عظيماً ألا وهو نيل الشهادة في سبيل الله -عز وجل- وما أعظمها من شرف لما فيها عند المولى -تبارك وتعالى- من الأجر والمثوبة بما وعدهم الله سبحانه من الفضل والثواب والأجر. يقول الله -تبارك وتعالى-:{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} (169- 171) سورة آل عمران.
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال ما من أحدٍ يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيءٍ غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مراتٍ لما يرى من الكرامة).
وأحسب أن رجال الأمن في بلادنا المباركة «المملكة العربية السعودية» وما يقدمونه من جهد في سبيل الحفاظ على الأمن في داخل البلاد في متابعة المجرمين والمفسدين من تجار المخدرات والإرهابيين وغيرهم، وعلى الحدود ومواجهتهم للعابثين فهو من السهر والرباط في سبيل الله وهي في حسبانهم -بإذن الله- لإدراكهم فضل الرباط وفضل السهر في سبيل الله وحفظ الدين وأرواح المسلمين إيماناً وتصديقاً منهم لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله» (رواه الترمذي).
إن رجال الأمن الأوفياء الساهرين على حفظ أمن البلاد والعباد يقومون بواجب شرعي ووطني، والحفاظ على الوطن وعلى العباد، واجب شرعي لأن الوطن هو المناط به حفظ مقاصد الشرع، فبالأمن يقام الدين وتُحفظ الأنفس وتصان الأعراض، ويحفظ النسل، وتحفظ الأموال، وتحفظ العقول، ومبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها تدعو دائماً للحفاظ على النفس والعرض والمال وتعدها الكليات الخمس التي تدعو لحمايتها وصيانتها، وهؤلاء الرجال الأفذاذ إذا صدقوا الله - تبارك وتعالى - وأخلصوا النية نالهم الأجر العظيم والفضل الكبير من الله -عز وجل- كما جاء في بشارة الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من بات حارساً من وراء المسلمين كتب له أجرَ من خلفه ممن صام أو صلى). أي: كتب الله له أجرهم لأنهم يحرسونهم في بيوتهم وفي أعمالهم وفي أموالهم وفي مساجدهم.
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والسلامة والإيمان، وحفظ الله لنا قائدنا وراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- وغفر المولى عز وجل لشهدائنا ورزقهم الفردوس الأعلى من الجنة.
** **
alomari1420@yahoo.com