سعد الدوسري
ليس هناك أقسى على النفس، من مشهد إزالة الذكريات الحميمة. هناك مدارس وأسواق ومبان، اختفت عن الوجود، بقرار من أمانات المناطق، بغرض التوسع العمراني، وهو أمر لا نستطيع الجدال فيه، لأن هذا الجدال سيكون محسوماً لصالح العمران، وليس لصالح الذكريات الجميلة،
في مكة المكرمة، أصدر أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص قراراً بإيقاف أعمال إزالة أحد مباني التراث العمراني في حي «الجميزة»?، وهو من المباني النادرة التي تمثل الطراز الحجازي الأصيل، وقد يصل به العمر إلى أكثر من قرن من الزمان. والذين أتيحت لهم مشاهدة الصور المنشورة لهذا المبنى، في صحفنا المحلية، سيتساءل عن أسباب إزالته، فهو فعلاً تحفة معمارية تاريخية، من المستحيل أن تجد ما هو بجمالها. وكم كان رائعاً قرار الإيقاف، لأنه جاء في الوقت المناسب. ونتمنى من الأمانة أن تعيد للجزء الذي تم هدمه، الحياة التاريخية الماضية.