فهد بن جليد
دور السينما ليست عائدات تذاكر فقط، هذه الأماكن ترتبط في كل بلد عادة بخلق الفرص الوظيفية المتنوعة أمام أكبر عدد من الشبان والشابات، إضافة لظهور واكتشاف المواهب المُبدعة التي يمكن أن تُسهم في صناعة هذا المحتوى المرئي، فضلاً عن أنَّ المُنافسة في الفوز بالعرض الأول لبعض الأفلام الخاصة سيعني قدوم سياح وزوار من الخارج لمُشاهدته، إضافة لقوة ورغبة المُشاهدة المحلية المُرتفعة.
نسبة كبيرة جداً من السعوديين الذين يحضرون الأفلام المعروضة في دور السينما المحلية، لديهم معرفة مُسبقة بثقافة حضور ومُشاهدة الأفلام السينمائية، لذا لديهم قدرة على تقييم التجربة السعودية، لذا ستبقى الفكرة الأجمل والتحدي الأكبر في قدرة الشباب والشابات السعوديين المُشغِّلين لهذه الدور في المُحافظة على التقاليد ذاتها الموجودة في أي دور سينما عالمية في أي مكان، مع خلق أجواء خاصة تناسب طبيعة وثقافة المجتمع السعودي.
هنا سأتحدث عن تجربتي مع «فوكس سينما «، حيث يُدير أكثر من 60 شاباً وشابة من السعوديين العمل بطريقة مُنظمة ومُبهرة جداً، تشعر معها بالفخر لهذا المستوى العالي من العمل الاحترافي، عرفت فيما بعد أنَّ بعض هؤلاء خضعوا لدورات خاصة في فرع الشركة الأم في «دبي»، وهو ما زاد من معرفتهم وكفاءتهم وقدرتهم، ونقلوا هذه الخبرة بكل تفانٍ لزملائهم السعوديين الآخرين الذين يعملون معهم اليوم، واللافت دائماً أنَّ المُشغِّلين لكل المراحل وجميع الوجوه التي تُشاهدها قبل جلوسك على المقعد هم شباب سعوديون شغوفون بالتجربة، سعيدون بخدمتك، يحلمون بالنجاح والتطور أكثر.
أمس الأول حاولت التعرف على رأي الجمهور حول عرض فيلم RALPH BREAKS THE INTERNET أو رالف يحطم الانترنت والذي وصلت إيراداته في الولايات المتحدة أكثر من 51 مليون دولار في أربعة أيام فقط، عندما طُرح في 21 نوفمبر الماضي بالتزامن في السعودية، لقد ذهلت من مستوى المعرفة والاطلاع الواسع التي يحملها السعوديون والسعوديات الخارجون من قاعة العرض، فمُعظم هؤلاء كانوا على معرفة بالقصة الأولى للجزء الأول قبل 6 سنوات، ويدكون حجم العمل الذي بُذل لإنجاح القصة والجزء الثاني من «والت ديزني « وإحضاره وعرضه في السعودية، وهذا يدل على أنَّ ذائقة الجمهور السعودي رفيعة، فهم ليسوا غرباء عن عروض السينما وما تحويه، ما يعطي دور السينما السعودية مكانة مرموقة مُستقبلية أكثر بين دور السينما الأخرى، رغم أنَّنا ما زلنا نعيش تجربة العام الأول مُنذ عودة السينما لدينا مُجدَّداً, وهنا يكمُن الفارق.
وعلى دروب الخير نلتقي.