«الجزيرة» - سفر السالم:
قال الدكتور سليمان الثويني، رئيس قسم إدارة الأعمال بالجامعة العربية المفتوحة، إن الزيارات الكريمة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله تعالى-، وشملت مجموعة من مناطق المملكة، بدءًا من منطقة القصيم، ثم منطقة حائل، فمنطقة الجوف، ومنطقة تبوك، إلى أن وصلت إلى منطقة الحدود الشمالية، تأتي انطلاقًا من حرص القيادة الرشيدة على تحقيق التنمية المتوازنة في مناطق المملكة عبر إطلاق حزمة من المشاريع الاقتصادية التي تسهم في تحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين في تلك المناطق. كما تأتي تلك المشاريع التنموية بوصفها إشارة لما يتحقق في المملكة من العزم على تحقيق اقتصاد قوي ومتنوع، يساعد على تعزيز النظرة الاستثمارية الإيجابية تجاه المملكة. كما تثبت عزم المملكة على المضي قُدمًا للعمل على التطورات التي تحققها في سبيل الإصلاحات والتشريعات عبر إعادة هيكلة قطاعات إدارية واقتصادية بطريقة أكثر فاعلية وشفافية.
ويضيف الدكتور الثويني بأنه من بين المشاريع النوعية التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين «مشروع وعد الشمال» الاقتصادي الذي تبلغ تكلفته 85 مليار ريال سعودي، الذي سيكون رافدًا جديدًا في الاقتصاد السعودي عبر قطاع التعدين، وسوف يكون مفتوحًا للاستثمار الأجنبي، وسوف يوفر 10 آلاف وظيفية للمواطنين والمواطنات. كما أن مشروع وعد الشمال يأتي بوصفه إضافة جديدة للمملكة في إنتاج الفوسفات الذي تمتلك منه 7 % من إجمالي الفوسفات العالمي. وسيعمل مشروع وعد الشمال على تحقيق نقلة نوعية للمنطقة عن طريق مجموعة من الخدمات التي ستعزز مركز المنطقة اقتصاديًّا عبر إنشاء المدينة السكنية والمنطقة الصناعية، إضافة إلى تحسين البنية التحتية، وتوفير محطات توليد للكهرباء والماء. ونتيجة لتلك المشاريع التنموية سجل الاقتصاد السعودي نموًّا قدره 1.2 % مع نهاية الربع الأول من العام الجاري (2018)؛ لتصل قيمته إلى 647.8 مليار ريال مقارنة بـ640.4 مليار ريال خلال الفترة نفسها من العام 2017.
كما ارتفع إسهام القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.6 % مع نهاية الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام 2017؛ ليصل إلى 371.02 مليار ريال.
من جانبه، قال الكاتب الاقتصادي نواف بن عبدالعزيز آل الشيخ إن الزيارات الميمونة التي قام بها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إلى منطقة تبوك ومنطقة الحدود الشمالية ومنطقة الجوف هي زيارة خير وعطاء بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وجُمل؛ إذ أكدت مدى اهتمام القيادة -حفظها الله- بتفقُّد أحوال المواطنين، وتلمُّس احتياجاتهم، وإطلاق سراح السجناء المعسرين؛ إذ عكست هذه الزيارات المباركة عمق المحبة والولاء والتلاحم بين القيادة والمواطنين بصور عفوية، كما عكست الكثير من الصور الجمالية والإخلاص والفرحة بالمقدم الكريم، وأخص بالذكر موقف الطفلة الصغيرة في القريات التي بكت لعدم رؤية سلمان، وما كان منه - حفظه الله ورعاه- إلا أن استقبلها بكل أبوة حانية، وحقق لها أمنيتها.. وغيرها الكثير من المواقف الإنسانية من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وسمو ولي عهده الأمين -حفظه الله- التي رأيناها خلال هذه الزيارات المباركة.
وبالعودة إلى نتائج هذه الزيارات المباركة نجد أن كل منطقة حظيت بعدد كبير من المشاريع التنموية والاقتصادية والصناعية والتعدينية؛ إذ دشن ووضع حجر الأساس -حفظه الله ورعاه- في منطقة تبوك 151 مشروعًا بتكلفة تجاوزت 11 مليار ريال، و242 مشروعًا في منطقة الجوف بقيمة 10 مليارات ريال، و65 مشروعًا تنمويًّا في منطقة الحدود الشمالية بتكلفة تجاوزت 10 مليارات ريال.
وبيَّن آل الشيخ أن من ضمن هذه المشاريع الكبرى مشروع «وعد الشمال»؛ إذ دشن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- المرحلة الأولى من منظومة مشروعات مدينة وعد الشمال الصناعية، ووضع حجر الأساس لمشروعات ومرافق المرحلة الثانية للمدينة.