مها محمد الشريف
تشترك الدول في علاقات متنوعة عدة وروابط أكثر أهمية، وهي صادرة عن فهم صائب وإدراك أكبر شأنًا في دلالته، ولذلك ترتب على هذه العلاقات نسق القرابة والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية يعززها المصالح المشتركة والبحث عن التطورات وآخر المستجدات. وزيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي غادرها إلى مملكة البحرين ومنها إلى جمهورية مصر العربية ضمن جولة عربية تشمل عددًا من الدول ومنها إلى قمة الأرجنتين.
لا شك أن الزيارات الرسمية على مستوى قيادة الدول تعمق العلاقات وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون المشترك، وتتناول العلاقات بين الأشقاء وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة بعض الملفات السياسية والقضايا المهمة، بحيث تغطي منهجية واضحة وتخدم التطلعات التي يكتسبها الوسط السياسي، من خلال الآليات والأدوات واللجان المشتركة على المستوى الحكومي، وعلى مستوى القطاع الخاص، وبالتالي تثمر عن تعاون يروم عن علاقات أخوية ومواءمات سياسية، وهذا بالطبع يأتي ضمن التقدم السياسي والاجتماعي المستمر والأقرب إلى هدف منشود في المستقبل، وذلك انعكس جليًا على سياسة ولي العهد - حفظه الله، وفي الإطار نفسه يكون الالتزام بقضايا العصر ووعي المسؤولية.
وهكذا فإن الزيارة أعطت نتائج مهمة لتعزيز التفاهم والاستقرار في المنطقة العربية، وتؤكد قوة البنية الاجتماعية العربية وتحولاتها، فالتاريخ مشترك بين الشعوب، وله سمة رئيسة في تفسير العلاقات بين الدول، فالوصف الدقيق للعلاقة، والأبعاد المؤثرة فيها صنعا عملاً اجتماعيًا سياسيًا واقتصاديًا عربيًا كبيرًا لغرض تطوير الحياة ومراحل النمو العربي وأساليب الاستجابة له.
إن هذه اللقاءات التاريخية بين المملكة والدول الشقيقة تعبر عن علاقات متينة مع حلفاء أستراتجيين ما يجعلها تشكل قوة عظمى في المنطقة، وهي ترنو إلى مستقبل زاهر يشكل مداه الأبعد، في عالم السياسة بكل تفاصيله ومعانيه تؤكده الإرادة السياسية والقرارات الدولية التي تتخلل التاريخ وتسجل مواقف متحدة تعالج الصدوع الكبيرة.
إذا كانت الحقيقة العميقة تظهر أكبر خطر من تدخلات إقليمية ودولية في العراق وسوريا وليبيا واليمن من قبل دول مثل إيران وتركيا، وإسرائيل، وهي مؤشرات مؤثرة تعمل على تلوين السياسة بالبعد الديني، وهذه الأطراف لها حسابات وتكوينات تجر المنطقة إلى الفوضى، وتهدد استقرار الفضاء العربي، فكل شيء في غاية التعقيد بات خاضعًا للمراقبة الغربية ومتداخل عبر قوى إقليمية وأجندات دولية.
من هنا، يكون الدور الأكبر على عاتق القوى الدولية في المنطقة التي تقوم به المملكة ودول الخليج الأربعة ومصر، وهم الذين يحملون هموم الأفكار والإستراتيجيات للعمل من أجل استقرار المنطقة، وأن يجدوا حلولاً وسلمًا آمنًا لكل الدول العربية بقيادة الزعماء العرب، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدوره شدد على حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، مؤكدًا أن دعائم الصداقة قوية وتعمل للصالح العام.
في حين نجد أن هذه يصعب مقارنته ووصفه، وعليه يمكن القول إن.. مع استمرارية الاتصالات والمشاورات بين البلدان الشقيقة في جميع المجالات.