د. تركي بن هشبل
بعد أن أُعلن عن أن سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من سوف يمثل المملكة العربية السعودية في قمة العشرين التي سوف تعقد يوم 30 نوفمبر الجاري في بوينس أيرس بالأرجنتين, تم التنسيق للقيام بجولة خليجية وعربية ذات بُعد سياسي وإستراتيجي, وهذا نابع من حرص المملكة ودورها القيادي على تنسيق الجهود وتوحيد المواقف مع الأشقاء العرب. أهمية هذه الجولة والتمثيل لسمو ولي العهد يعود إلى الأهداف والأبعاد التالية:
أولاً: البعد الخليجي لهذه الجولة ينطلق من أهمية وإستراتيجية العلاقة مع الدول الشقيقة: الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وكذلك دولتي الكويت وعمان اللتين لم تشملهما الجولة. وتأتي أول محطة للجولة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي مثلت علاقتها مع المملكة العربية السعودية صور التلاحم والأخوة والمصير الواحد والرؤية المشتركة, كما أنها شملت كل مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي والإستراتيجي والأمني والعسكري بشكل غير مسبوق. وتأتي المحطة الثانية لمملكة البحرين التي تربطها مع المملكة العربية السعودية علاقات تاريخية وأخوية ومصيرية. هذه الزيارات تأتي للتأكيد على الأهداف المشتركة والمواقف الثابتة تجاه كل القضايا التي تخص دول التعاون الخليجي ودول المنطقة. ويأتي هذا الحراك انطلاقاً من مبدأ المملكة العربية السعودية التي تعتبر أن علاقة دول مجلس التعاون الخليجي كالأعضاء في الجسد الواحد, إن تأثر أحدهم فإنه يؤثر على سائر الجسد, وإن كان هناك عضو به ورم خبيث فإنه لا بد من استئصاله إن تعذر علاجه حتى لا يؤثر على سلامة الجسد.
ثانياً: البعد العربي لهذه الجولة التي تشمل مصر وتونس والجزائر وموريتانيا ينطلق من الدور المحوري الذي كانت ولا زالت المملكة العربية السعودية تقوم به تجاه الأشقاء العرب, وذلك بالمساهمة في حل المشكلات والأزمات التي تعصف بهم وبالتالي تعصف بأمن واستقرار جميع الدول العربية. هذا الدور الكبير والفاعل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية جعلها هدفاً لدول وجماعات مغرضة تعمل كأدوات لخدمة أجندة خارجية هدفها نشر الفوضى والنيل من أمن واستقرار الوطن العربي والإسلامي. وبالرغم من تعرض المملكة العربية السعودية للعديد من محاولات التشويه والابتزاز, إلا أن جولة سمو ولي العهد تقطع الطريق على هذه المحاولات البائسة واليائسة التي هدفها إشغال المملكة عن القيام بدورها الفاعل والمؤثر في نصرة قضايا العرب والمسلمين.
ثالثاً: البعد الدولي ينطلق من كون أن من يمثل وفد المملكة العربية السعودية في قمة مجموعة العشرين هو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, بعد أن كان من يمثل وفد المملكة في الغالب هو وزير المالية. هذا الحراك يأتي نتيجة ما تعرضت له المملكة من استهداف لأمنها واستقرارها وحملة إعلامية مغرضة وممنهجة للنيل من سمو ولي العهد الذي يعتبرونه الرجل الأخطر الذي يهدد مشروعهم التخريبي الذي يستهدف دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ويخدم المد الإيراني الإرهابي, وهي رسالة قوة لقائد شاب طموح لا يحمل هم وطنه فقط بل هم الأمة أجمع, وما يعكس ذلك هو حديثه في مؤتمر مستقبل الاستثمار عن مستقبل المنطقة التي يراها «أوروبا الجديدة». هذه القوة جعلت من المملكة لاعباً رئيساً لا يستغني عنه العالم بشهادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما قال «إنها حليف لا غنى عنه».