حمد بن عبدالله القاضي
هكذا توارى ذلك الاحتشاد الإعلامي والاصطفاف الظالم ضد هذا الوطن وقيادته وأبنائه.
لقد أرادوا أن يخلقوا من حادثة واحدة تحدث بكل الدنيا شأنًا كبيرًا، أرادوا بها - بزعمهم وبأمانيّهم - أن ينالوا من هذا الوطن واستقراره وقيادته وشعبه، ولكنهم بالأخير انهزموا، وحصدوا أصفار الهزيمة.
لقد ابتغوا أن يجعلوا من قضية الأستاذ الراحل جمال خاشقجي -رحمه الله- قضية القضايا التي تهز الوطن, ولكننا سبقناهم وخذلناهم بنشر الحقائق، ومعاقبة الفاعلين والمخططين؛ فاقتنعت الدول الكبرى والعالم, ما عدا مَن شذّ منهم.
مع الأسف، لم تكن تلك الحملات الإعلامية الكبيرة لوجه الراحل العزيز، بل لوجه العداء والإساءة.. وإلا فإن القضية واضحة: عدد محدود أخطأ وأجرم؛ فتمت معاقبتهم الناجزة فصلاً وإعفاء وإدانة وتحقيقًا, ثم تم تقديمهم للقضاء.
ترى، كيف يمكن أن يسقط فعل أفراد محدودين على قيادته وعلى شعبه البالغ عدده 22 مليون إنسان؟
وكيف يحسب هذا الفعل المنكر على قيادة هي أبعد من تكون عن هذه الأعمال بكل تاريخها؟
هم عدد محدود من الشعب السعودي، تهوروا، وأجرموا عندما قاموا بفعلهم الذي أول مَن أنكره وجرمه قيادة هذا الوطن.
إن شذوذ أفراد محدودين لا يصح بأي عقل أو منطق أو دين أن يُحسب على قيادة وطن وشعب دولة.
ولو طبقنا هذا المنطق لكانت كل قيادات العالم وشعوبه مجرمة؛ فكل يوم يقع حادث وجريمة بالدول كافة، ولم تحسب على قيادتها ولا على شعوبها, لكن يؤخذ كل فرد بذنبه. وربنا يقول بنص قرآننا المقدس {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، ولكنه الهوى وإضمار العداء يعكس الحقائق.
وها هو ولي عهدنا الذي وُجّهت إليه السهام يقوم بجولته العربية والدولية، ووجد ويجد كل التقدير والاحترام، وسيحضر قمة العشرين (أهم قوة اقتصادية عالمية يشارك فيها زعماء العالم) ممثلاً لوطنه ولعالمه العربي؛ بوصف «السعودية» هي الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين التي تقود اقتصاد العالم وسياساته.
حفظ الله هذا الوطن ترابًا وكيانًا وقيادة وشعبًا.
* * *
=2=
حكاية جميلة وجواب أجمل
«سُئل شاب أيهما أجمل، أمك أم القمر؟ فقال: إذا رأيتُ أمي نسيت القمر، وإذا رأيت القمر تذكرت أمي». الله، جواب أجمل من القمر.
اللهم احفظ الباقيات، وارحم الراحلات.
* * *
=3=
آخر الجداول
للشاعر: حسن محمد الزهراني:
«أراك ظلاً يبث الأمن في قلقي
أراك عزمًا يشبّ النار في وهني
وقامت الروح تتلو الشدو قائلة
سلمتَ من نائبات الدهر يا وطني»