د.دلال بنت مخلد الحربي
أحتار كثيراً وأنا أتابع مواقع ووسائل إعلام كل همها هو النيل من المملكة العربية السعودية، وتكون الحيرة أكبر عندما أستمع إلى شخص يعد نفسه محللاً سياسياً أو متابعاً للشؤون العربية، وهو يلوي عنق الحقائق ويصر على مغالطات بديهية عندما تكون هناك مسألة لها صلة بالمملكة، وفي أحيان كثيرة إقحام المملكة في قضايا لا شأن لها بها، بل لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد.
إن سبب الحيرة هو السؤال الذي يتردد في ذهني وغيري من المتابعين:
لم كل هذا؟
وما هي الدوافع التي تجعل هذه المواقع والوسائل الإعلامية لا تكل ولا تمل عن إلقاء التهم جزافاً والتعرض لرموز المملكة، وفي المجمل العام محاولة تشويه صورتها أمام الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، كل ذلك على نحو يناقض الحقائق والوقائع.
فالمملكة وفقاً للحقائق تأتي على رأس القمة في قضايا كثيرة تتفوق بها على دول سبقتها في المسار العلمي والثقافي والاقتصادي، ولكن ضعف وسائل الإعلام السعودية، وعدم قدرتها على نقل الواقع جعل الجهات ذات التوجه المعادي تحظى بالقبول بين دول وأفراد لا يعرفون شيئاً عن المملكة أصلاً، وهذا أمر مؤسف.
إن الصورة الإيجابية المشرقة للملكة محصورة بين سكانها الذين يعيشون ذلك، ومن ثم فإن المطلوب من وسائل الإعلام بمختلف أنماطها مخاطبة الآخر ليس بقصد الدعاية، ولكن لإظهار الواقع وأن تكون المخاطبة بلغة معاصرة قائمة على أسس علمية تسهم في تفتيت الصور النمطية التي يقدمها الإعلام المعادي الممول من دول جعلت المملكة هدفاً رئيساً لنواياها التخريبية، وأهمها غرس كراهيتها في نفوس غضة لا تعرف عنها شيئاً.
دور الإعلام السعودي في هذه المرحلة كبير، ولذا فعليه مراجعة منظومته مراجعة شفافة وتقويم الاعوجاج بها، والاستعانة بالمؤهلين ذي الخبرة وأيضاً الشباب الذي يحمل أفكارًا وروئ مفيدة، للنهوض بشأن الإعلام وتقوية جبهته أمام هذا الهجوم الشرس على المملكة العربية السعودية.